تَنَزَّلَ مِنْ عِنْدِ الإلهِ بِوَحْيِهِ .. وجِبْرِيِلُ ناقِلُهُ لِطَهَ بِلَفْظِهِ
بِأَجْلَىَ لِسانٍ فِى البَلاغِ أَمانَةً .. هِدايَةَ لِلْعَرَبِى تُهْدَى لِغَيْرِهِ
خِتامُ كَلامِ اللهِ وَفَىَّ كَمالَهُ .. وَصَدَّقَ وَحْى اللهِ دِينِاً لِرًسْلِهِ
يُنيِرُ طَريِقَ الحَقِّ للناسِ كُلِّهِمْ .. وما عادت الأنوار تُرْجَىَ بِدُونِهِ
وأَنْوارُهُ ما جازَ يَوْماً لِتَنْطَفِى .. ولا يَنْتَفِى واللهُ أَمْضَىَ بِحِفْظِهِ
...
تَيَسَّرَ عِنْدَ المُقْبِلِيِنَ تِلاوَةَ .. وَحِفْظَاً لِمَنْ نَقَّى الجَنانَ بِذِكْرِهِ
وآياتُهُ من سِتِّ أَلْفٍ وَنَيِّفٍ .. مِئَيْنِ وسِتٍ والثلاثين تِمِّهِ
تُجَمِّعُها سُوَرٌ مِنَ اللهِ أُحْكِمَتْ .. بأرْبعِ عَشْرٍ بعد مِئَةٍ لِعَدِّهِ
ومَن يَمتَرِى فى الذِّكْرِ ما حازَ حُجَّةً .. فَمِصدافُهُ لَهْجُ الصُّدورِ وسِرِّهِ
وإعْجازُهُ يُنْبِئْكَ ما هَرْطَقُوا بِهِ .. وتَفْصِيِلَ ما هُمْ سادِرونَ بِكَيْدِهِ
...
وَمُحْكَمُهُ يُرْسِى أُصُولَ شَرِيِعَةٍ .. وفِى مُتَشابِهٍ الآياىَ مَناطُ يَقِينِهِ
فَمُعْتَلُّ قَلْبٍ قالَ: فِيِهِ تناقُضٌ .. وأَهْلُ يَقِيِنٍ مَسَّكُوا بِمُرادِهِ
وقالُوا: يُجافِى العِلْمَ بالكَوْنِ وادَّعَوْا .. نَواقِصَ ظَنٍّ قاطِعاتٍ لِنَقْضِهِ
وأَعْلَوْا حُقُوقَ النَّاسِ أن يَكْفُرُوا ضُحَىً .. تناسوا خَيارَ اللهِ وُدَّاً وكُفْرِهِ
وقالُوا: يَجُرُّ العَصْرَ أَدْراجَ بادِئٍ .. كأَنَّ مَسارَ العَصْرِ تَكْريسُ شائهِ
...
تَعَبَّدَ بالقُرآن مَنْ صَحَّ ديِنُهُ .. نَماءَ عَمارِ الخافِقَيْنِ ونَسْلِهِ
وما ضَرَّ إلحادُ العَصِى بِمُهْتَدٍ .. تَذَوقَ أَمْنَاً مِنْ عَطِيَّةِ رَبِّهِ
وقَد خابَ تلبيسُ الأبالسِ مُشْرَباً .. ضلالاتِ مُرْتَدٍ على أَعْقابِهِ
وتَزْيِيِفُ مَكْرٍ ناكِرٍ لِمُحَمَّدٍ .. بِشاراتُهُ مَذكُورَةٌ بكتابِهِ
فَذاكَ كِتابُ اللهِ لا هَدْى بَعْدَهُ .. تَجَمَّعَ فِيِهِ لُطْفُ رَبٍّ بِخَلْقِهِ