إن لقاء الرجل والمرأة هو الأرضية التى التقت عليها الطبيعة والثقافة أول مرة، بل ونقطة البداية وأصل الثقافة بأسرها.
فأصل وروح هذا الالتقاء هو الحب والود والاحترام المتبادل بين الطرفين، فالحب أختلف حوله الكثيرون ما بين من رفعه
لمستوى أسمى حالة إنسانية ومن أنزله إلى مستوى مرض نفسى يجب أن يتخلص الإنسان منه.
ونفس الاختلاف موجود بين علماء النفس، فمنهم من يرى أن الحب يعتمد على اضطراب الشخصية أو سلامته لدى العاشقَين، ودوافعهما فباختلاف شخصيتهما أو إضطرابهما يختلف الحب وهذا ما جعل بعض العلماء يسمونه مرض نفسى وآخرون يسمونه تسامى روحى.
لكن التعريف العام للحب بغض النظر عن ماهيته هو التعلق القلبى الشديد بشخص معين دون سواه.
بات هناك إعتلال فى المجتمع متمثلا فى هذه العلاقات واختلاط الشعور بين الحب والرغبة والرغبة الممزوجه بالحب، فالحب والرغبة شقيقان، وأحيانا يولدان توأمان، لكن لا يمكن أن يكون توأما متماثلا.
فالحب هو الحرص على الرعاية والحفاظ على موضوع الرعاية وفشل الحب فى الغالب هو فشل التواصل والاهتمام، أما الرغبة اشتهاء للاشباع. ولكن فى ظل الهشاشة الجديدة التى ضربت الأبنيه الأسرية والمجتمع، وارتفاع تكاليف الزواج والكبت الجنسى وصرخة الاحتجاج الفطرية ورغبة الكثير الهروب من الضغوط والالتزام والمسئولية، ، لذا نتناول فى هذا المقال الحب بدافع الرغبة الذى أدى إلى انتشار علاقات عابرة اكثر من أى وقت مضى ، متأثرا بثقافة العالم الافتراضى عبر الانترنت والدخول فى علاقات مريحة دون مسؤلية وبأرحية تامة دون قيد أو التزام طويل الأمد متماشيا مع صعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
ففى تقرير لجهاز التعبئة العامة والإحصاء لعام 2017 والذى أظهر أكثر من 100 ألف حالة زواج عرفى 80% منها بين 18-25 عاما (هذا ما تم رصده والغير مرصود اضعاف هذا الرقم).وفى محاولة لتفسير هذا التقرير أن حالة الرغبة الممزوجه بعاطفة الحب بتعريف سيقموند فرويد هى الرغبة الجنسية المكبوحة او الشعور الجنسى الذى لم يتم تحقيقه فهو صوره جنسية صامتة لم تفصح عن غرائزها الجنسية المكبوتة ولم تخرج من دائرة الانفعالات الوجدانية إلى دائرة السلوك الجنسى الحقيقى ويعد سيقموند فرويد رائد التحليل النفسى وهو المفكر الأبرز الذى أصر على أن مشاعر الحب والانفعالات المصاحبة لها ليست إلا قناعا تجميليا لحقيقة الرغبات الجنسية المكبوتة فى عقل الانسان فالجنس من وجهة نظر فرويد هو المحرك الرئيسى لهذا النوع من العلاقات.
ففى هذه الحالات من علاقة الصداقة بين الجنسين، ينتج الاحساس بالحب الممزوج بالرغبة فى كثير من الأحيان، نتيجة الاحساس بالالفة والود والاهتمام والتواصل الجيد والانجذاب والخصوصية التى تنتجها هذه العلاقة بين الطرفين.
فوفقا لدراسة لحالة الصداقة، فإن الطرفين الإناث والذكور- قد اتفقا على إيجابية ما تمنحه لهم الصداقة من الأنس والمشاركة وكذلك المعلومات عن الجنس الآخر، ولكنهم افترقوا فى تبعات العلاقة السلبية والإيجابية الأخرى على حد سواء. ففى حين رأى الذكور أن صداقة الأنثى تمنحهم الاكتفاء العاطفى، رأت الفتيات أن هذا هو العيب الأول للعلاقة، إذ يتحول الأصدقاء مع الوقت إلى عاشقين أو راغبين فيما وراء ذلك. بينما أعربن عن ميزة الصداقة مع الذكور الظاهرة فى تقديم الدعم النفسى، والمادى فى بعض الأحيان، وهو ما عدّه عدد من الشباب تكلفة غير بسيطة لهذه العلاقة، خاصة إذا لم يُترجم هذا العطاء من قِبَلهم بعاطفة مماثلة من الفتيات.
أظهرت نتيجة حسب "رنا حداد"، فى استطلاع طال الآلاف حول العالم، أن 88% من حالات الصداقة بين الجنسين وصلت فى مرحلة من المراحل إلى حدوث علاقة حميمية، مرة واحدة على أقل تقدير، بينما أعرب 90% من الذين فقدوا الثقة بالصداقة بين الرجل والمرأة أنهم توصلوا إلى هذه القناعة بعد خيانة الأزواج مع الأصدقاء المقربين من الطرفين.
فما يقارب نصف النساء وربع الرجال الذين مارسوا الجنس العَرَضى أو دخلوا فى علاقة جنسية عابرة، عبّروا عن ندمهم على تجربتهم الجنسية الأخيرة من هذا النوع،وهى أشارت أيضاً إلى أن بعض من يمتنعون عن فرصة جنسية متاحة أمامهم، أيضاً يندمون لعدم استغلالها.
وعن الحالات التى تشعر فيها المرأة بالندم أو ربما يكون الندم أقل حدة، إذا مرت بعلاقة جنسية عابرة، قد أجريت دراسات فى النرويج والولايات المتحدة حول مستوى الندم أو الشعور بالاسف من ممارسة علاقة عابرة وجدت أن الإحساس يختلف بحسب صاحب المبادرة او من يأخذ الخطوة الأولى نحو الطرف الآخر، ولا تندم المرأة كثيرا بعد تلك العلاقة إذا كانت صاحبة المبادرة او من أرادت ذلك.
ورغم أن هذا النوع من العلاقات ربما يكون ممتعا وعذبا ، وربما نفترض أنها غذبة لأنها عابرة وأن عذوبتها تكمن تحديدا فى الوعى المريح بأنك لست مضطرا إلى بذل الجهد للابقاء عليها وقت أطول وانها بدون قيود ، وسواء كانت فترة وجيزة أو فترة كبيرة فإن سحر هذه العلاقة العابرة سيزول وستجد نفسك برفقة شخص لم تحبه الحب الحقيقى أو الكافى لإقامة علاقة وأنك قد اندفعت فقط بموجب هذه المشاعر المضطربة التى كنت تشعر بها وجعلك تلقى بقلبك فى أول يد قد مُدت إليك.
وهذا بالطبع لا يليق حيث يجب أن نتأكد من مشاعرنا أولاً، للمحافظة على تماسك المجتمع والأسرة. فقلب الزوجة هو وحده من يحركها والحب هو غريزتها الأولى لذا وجب التاكد من حقيقة المشاعر قبل الاندفاع لأى خطوة.