انتفضتُ مفزوعة أتحسس وجهى لأتأكد من أننى استيقظت من ذلك الكابوس البشع. التقطت كوباً من الماء كى أداوى جفاف حلقى الذى بات كصحراء جرداء من هول ما رأيت. كم كان المشهد مقبضا للقلب! رأيت الشمس تبارز القمر، وكان المشهد هائلا.. الشمس بأشعتها وحرارتها غير المحتملة تطعن القمر طعنات متتالية، وهو خائر القوى. كلما استجمع طاقته ليدافع عن نفسه، كانت تنهال عليه الأشعة الحارقة أكثر فأكثر. كيف لها أن تفعل هذا برفيق دربها المسالم ذى الضوء الخافت والأشعة الرقيقة!.
رأيت نظرة غضب من الشمس لم أرها فى حياتى قط كان ردها من القمر عتاب ولوم مغلف بالاستكانة.. جريتُ لاهثةً أطيح بنفسى فى الهواء، محاولة يملؤها الهراء حقا. أنا أواجه الشمس؟! لكنى لم أيأس، رميت نفسى فى الهواء أكثر، أنادى الشمس وأسألها أن تتوقف عن ما تفعله بمُلهم الشعراء ومأوى العاشقين. لم أكن أبدا أتوقع أن يكون لما أفعله تأثيراً، يا الله لقد توقفت الشمس عن المهاجمة. سكنتْ لبرهة ثم حدث ما جعل الدم تجمد فى عروقى، لقد احترقت الشمس! كيف حدث هذا ولِم؟! اصطبغت السماء بلون أحمر داكن يميل إلى لون الدم البشرى حتى غطى وجه القمر ووجههى أيضا.