كنا فى الصغر نلعب لعبة نختار فيها مكان ونغطى عيون أحد المشاركين ويختبئ باقى المشاركين ثم ينادون على المغمى عينيه ليكشفها ويبدأ البحث عن المختبئين ومن يلمسه قبل الوصول للمكان المختار يأتى عليه الدور ليغطى عينيه أما المكان المختار كان يطلق عليه الأم. أى أن الأم هى الملجأ الذى ينجح فى الوصول اليه آمن. الأم الألم الأمل.
حرف واحد تضاف لكلمة الأم فلا يغير من المعنى بل قد يعبر عن جانب من معانيه. الأمومة غريزة مثلها مثل غريزة حب الحياة لا تحتاج إلى افتعال أو تمثيل أو مداهنه وترقى فوق كل المشاعر والأحاسيس وتعبر فوق أى آلام أو معاناة. الطيور والدواب من حولنا حكايات الأمومه لديها تملأ الكتب ويقف الانسان أمامها منأملا ومتعلما. فالأم تنسى تفسها وتتحدى كل ما يواجهها فى سبيل حماية أبنائها من أى أخطار محتمله وتنظر لهم وتنتظر منهم مستقبلا أفضل. قد يعاتب الأبناء أمهاتهم ويطالبونهم بأمور كثيرة ولكن الأم تعطى بلا مفابل ورضاها فى سعاد ة الأبناء ولو على حساب راحتها. واللى مالوش أم حاله يغم لأنه لا بديل عن دور الأم فى حياة الانسان الا أن ينظر إلى سيرتها ويتمثل بها. تستطيع الأم أن تقوم بكل الأدوار لكن لا أحد يستطيع أن يقوم بدور الأم.
تركض الأيام وقد ترحل الأم ولكنها تبقى فى العقل والوجدان وفى أعماق أعماق صنع القرار داخل الإنسان.
كل سنه وكل الأمهات بكل خير وسلام، كل سنة وأنت معى يا أمى ليس فقط يوم 21 مارس ولكن على مدى العام.