نحتفل بيوم 21 من شهر مارس كل عام بعيد الأم تقديرا لدورهــــــــا العظيم فــى تربية الأجيال الناشئة وصنع مستقبل الأمم المؤهلة للتقدم فالأم لها مكانة عظيمة فى الإسلام وكرمها الله من فوق سبع سموات فى عدة مواضع من القرآن فى قوله تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه حسنا" كما قالى تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالولدين إحسانا" وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم باكرامها فى أحاديثه فقد جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتى؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من قال أمك؟ قال ثم من؟ قال أبوك.
فالجنة تحت أقدامها وهى بوابة العبور إليها، فهى مصدر الحنان والرعاية والعطاء كما هى مصدر وجودنا فى الحياة فتتمنى لنا السعادة حتى لو كان على حساب سعادتها.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فى هذه الأيام يتم تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الدولة نظرا لدورهن العظيم فى بناء الأجيال الصاعدة.
وفى هذه المناسبة أذكر لكم قصة كفاح أمى العظيمة التى تستحق أن تكون الأم المثالية فقد تحملت كافة المصاعب بعد وفاة والدى رحمه الله من أجل تربية خمسة أطفال إذ توفى أبى وعمرها لا يتجاوز 26 عاما وترملت من أجل تربيتنا وكانت ترى فينا كل أملها فى الحياة وكنت آنذاك فى الصف الرابع الابتدائى والأصغر طفلة تحبو على الأرض وتحملت صعوبة الحياة فى زراعة الأرض وتربية المواشى وكنت أراها مهمومة بتربيتنا وتعليمنا، وكانت تسعد بسعادتنا وتفرح بنجاحنا وتتألم إذا مرض أحد منا.
وماتت أمى وهى تصارع المرض المزمن ولم تتيسر لها وسائل العلاج المتاحة حاليا. وأنا فى الصف الثانى الثانوى ولكن إرادة الله فوق كل شىء.
وتولت أسرة والدتى جزءا من رعايتنا بعد وفاتها إلى أن وصلنا إلى بر الأمان. والآن الحمد الله لدينا أولاد وأصبحنا ميسورى الحال بفضل الله وجهاد أمى وبر أسرتها بنا فرحمها الله رحمة واسعة فهى مثال للأم الوفية المخلصة التى جاهدت فى سبيل تربيتنا فى ظروف صعبة للغاية فلم يكن للأسرة دخل يذكر سوى قطعة أرض مستأجرة من أحد كبار الملاك فى القرية فتحملت أعباء العمل فى الحقل والمنزل من أجل توفير أسباب المعيشة لى ولإخوتى فرحمها الله رحمة واسعة فهى مثال نادر للأم الوفية المخلصة.