ربما عجز كلام المحبين فى وصف مشاعر الحب والعشق للمحبوبين دون أن يصف هؤلاء مصدر الحب ورمز العشق والحنان، فمصدر الحب والحنان هى التى عجز قلمى عن وصفها وتسرعت دقات قلبى لحبها وفاضت عينى عند ذكرها، ربما انصهرت الكلمات وراح العقل يسبح فى ذكريات لا تحصى منذ الصغر بالمواقف والمناسبات التى لا تنسى مهما طال العمر ومر الوقت، فهى ذكرى لا تنسى وتاريخ لا يموت.
الأم منذ خلق الله الخلق على الأرض وهى رمزٌ للحب والحنان والعطاء بدءاً من الحضارات القديمة والنقش على جدران المعابد لعظم قيمة الأم فى المجتمع، مروراً بالأم عند الرومان التى كانت مدرسة لإعداد المقاتلين، ووصولاً للقرآن الذى مجدها، بل وجعل طاعتها فرضاً وواجب وذكرها فى قرآن يُتلى إلى قيام الساعة.
الأم هى التى أعدت بناة الوطن، الأم هى التى زرعت حب الأوطان والتضحية والشهادة من اجله، فهى كما يقال مدرسة إذا أعدتها اعتدت شعبا طيب الأعراقِ.
فتحية إلى كل امرأة تقدست بحكم سماوى، فأنتِ أمى أنتِ زوجتى أنتِ ابنتى أنتِ حبى، تحية إلى كل أم ضحت بأبنائها من أجل هذا الوطن، وعذراً أن قصرنا فى حقك، فمهما فعلنا لن نستطيع أن نوفى لو بجزء صغير من حقك علينا.
فيا أمى مهما قلت أو كتبت مقصراً وعذراً إن غفلت، فأنتِ مجدٌ من فوق سبع سماوات، فإن عجزت الأقلام عن وصفك، فكفى بالقرآن واصفاً لعطاياكِ.
فالحب والحنان والأمل جزءٌ من بحرِك، والرحمة والأمان والحضن الدافئ مرساكِ.