قبل أن يسدل الليلُ ستاره...
قبل أن يعزف القلم أسراره...
قبل أن تسقط قطرات الندى وتعيد للزهر نضاره
فى غفلةِ من الإحساسِ الراكدِ ينبت اليأس
تتفرع أغصانه تتشعب كل المكنونات بجذور الـأملِ الفاقد لـاتزانه
شعاع يسقط....
آخر يصيب...
كلمة تعيد الروح...
وأخرى تذبحُ حبل الوريد...
من سجونِ الــأمسِ المليئة بالحب
إلى معتقلاتِ اليوم المحاطة بالإهمال.. تنهار الـأحلام بحثا عن الحقيقة
منْ هنا...
منْ صمتٍ بات يذبحُ كل الــأشياءِ
بات يفتك بالمفردات التى تمتلك حق التعبير
ما أجمل الـأمس حينما كانت تداعبه شمس الحقيقة...
وما أصعب اليوم حينما يختفى بين أبيات من الكلمات ترفض أن تعبر عنق الزجاجة
كرصاصة تزهق الروح...
كإهمال يتنفسه الواقع...
ليس غريبا أن يتملكك الـألم فأنت الــإنسان القابل للتحول والتغيير...
أنت منْ هدم المعبد..
وأنت منْ أصر على القطيعة...
تبنيت وأد أحلامى فكنت أنت من سار على دربِ اللامبالاة
وكأننى من التحف السراب فكان جزاؤه الـإعدام رميا بالوجع
ولكل المستجدات التى تطرأ حتى تجعلك مارد كبير...
أو إنسان يحمل جينات تتوارثها الطبيعة حين تنظر للأمس
حين ترقد بين غياهب اليوم...
حين يأخذك المستقبل لـأبعد حدود خط الحقيقة
أعبر بنفسك مهما زاد حجم المعاناة
كنْ على يقينٍ أن منْ باعك اليوم وقطع شريانك
هو منْ جعلك على الطريقِ الصحيح
لا تلم إلا نفسك
فأنت منْ هان عليه تساقط قطرات الدماء
أنت منْ كتب معانى الحياة بحبر الجفاء
أنت منْ أعطى ثمارا للطهر العفيف
ورسم على جدار القلبِ كلمات...
لم تعد الحروف تتباكى...
لم تعد أنفاسُك تحمل انطلاقة العبور...
يا أنت...
يا نفسى التى احتلت الــأحداق..
وسكنت شوارع الجسد..
وتربعت فوق الــأضلع وبنت للحقيقة قبورا فوق أنقاض أنفاسى..
تسبح فى الخلجات تنادى منْ يبتاعك اليوم هو نفسه منْ بث سم الحياة لفؤادك.