أشرف قطب يكتب: هرمونات حب الوطن المصرية

حب الأوطان فى الدم يسري، من أقوى الهرمونات الفطرية، فلا مجال للمراهنة عليه، قد تختلف فكريا وسياسيا مع نظام تسيير الأمور فى وطنك، وقد ترى بعض السلبيات التى تجعلك تشعر بالغربة، قد تتعرض الى ظلم أو موقف معين، تتأثر هرمونات اجسادنا بحالتنا النفسية، ويبقى هذا الهرمون شامخا معتزا فخورا بوطنه. تصول وتجول بين الطرقات والحارات والمدن وقد تسافر الى دول أخرى أو تذهب الى أماكن الترفيه الحديثة وتظل غرفتك القديمة ولمبة الجاز التى كانت تضىء لك قديما اثناء رحلتك الدراسية، وجدران البيت المنقوشة ببعض خطوط الالوان التى تآكلت، هى موطن قلبك بكل ما فيها من أحداث وحكايات. حب لا ارادى لموطنك الصغير الذى ولدت فيه وترعرعت، وحب لبلدك، ويكبر الحب ليشمل وطننا العربى الأكبر. لنبحر مع سفينة هرمون الوطنية ونشاهد اثره فى المواقف المختلفة، قد تكون فقيرا وتذوق الوان العذاب من فقر أو ظلم أو غيره، ومع كل هذا حينما يتعدى أحد باللفظ او الاساءة لوطنك، تتبخر آلامك وأحزانك وتعبر الجوارح وينطق القلم لتعتز بوطنك المنقوش فى القلب. فتتشابك جزيئات هذا الهرمون السحرى العجيب، بين بنى البشر ليصبح سلاحا قويا ترخص له الروح دفاعا عن الوطن، يظل هرمون حب الوطن هو القائد الأعلى لهرمونات الجسد كافة، فنضحى بالثمين والغالى ويوزن الدم بالتراب زودا ودفاعا عزة وكرامة لإعلاء شأنه و رفعته. قد تخوننى التعبيرات لكننى حقا اشعر به يسري، أتمنى لحظة واحدة تجمعنا بمن أحببنا وفارقتا مع أجمل ذكريات بين الضحكات البريئة واركان البيت الصغير، ووابور الجاز، نلف اقدامنا حوله وندفى بعضنا بعضا فى الشتاء القارس. الحنين والشوق لتراب الوطن عند الاغتراب، الحنين لعربه الفول وسندوتشات عمى حسن، عمى رمضان العجلاتى تذكرته فابتسمت كان يرسم الابتسامة والسعادة على قلوبنا وملامحنا ونحن صغار، عندما يفوز منتحب مصر على منافسه، يبادر بتأجير العجل مجانا لمدة ساعة. ننتظر فوز مصر ونجرى حفاة من الفرحة لنستلم العجل ونبدع فى تلك الساعة التى رسم فيها عمى رمضان البسمة حبا ووطنية لكننا ما فهمنا هذه المعانى وقتها، كنا صغارا، واليوم عرفت لماذا كان يحاول الجميع اسعادنا باللعب وغيرها من اثار هرمون حب الأوطان. لا تجعل أمراض العصر تؤثر على حبك لوطنك، مصر الجميلة التى ملكت القلب والروح والعقل بكل ما فيها، اعشق ترابها وبساطتها وأرى لون قمحها فى بشرتى، وبياض قطنها فى قلبي، وسندوتشات عمى صلاح وعجل عمى رمضان وطبق كشرى عمى عبده وشاى سيد حتاته كانت كلها عبارة عن هرمونات حب تفيض عطاء. حفظ الله مصر ووطننا العربى وسائر بلاد المسلمين سخاء رخاء ومجدا وفخرا وعزا وكرامة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;