دع الكتب والأقلام جانباً، وامسك بالدف والطبلة والمزمار، فالعلم أضحى بلا جدوى فى هذه الأيام، ودع الجد والدرس فلم يفز غير راقصة أو فنان، ولا تقل معلمى كاد أن يكون رسولا، فهو عازفٌ على الناى، نحن نتعلم ما يفيد، وهل العلم يقدم جديد، علية القوم ليسوا العلماء، علية القوم نراهم فى التلفاز يضحكون يلعبون بملايين الجنيهات، ماذا عساه العلم يجدى نفعاً، لا وظيفة ولا أدباً.
الكل هاجمنا لأننا رقصنا فى فناء المدرسة، وهل هناك عيبٌ فى الرقص مع الأستاذ. كيف يحال مسئولى المدرسة للتحقيق، وهم يريدون لنا الخير وتصحيح الطريق، إن الفيديو الذى انتشر لنا نحن طالبات المدرسة التجارية بكفر الشيخ فخرٌ لنا فهذا علامة على نجاح الفيديو ونجاح الرقص، هل تسألون عن قيم التعليم والأخلاق ؟ هل تبحثون عن القدوة فى الأستاذ ؟ عن الإدارة الحازمة المسئولة عن زرع الخير فى نفوس الأبناء ؟ لا تبحثوا عن كل هذا فقد ضاع مع ضياع الضمير، ضاع مع غياب كل ما هو جميل فى مجتمعنا، ضاع مع التفكك الأسرى، ضاع مع حب الذات.
نحن جيل نبحث عن قدوة فلا نجدها إلا عند لاعب كرة أو راقصة أو فنان.
نحن جيل الماديات التى طغت على كل شيء. جيل لم يرى للعلم مكانة تحفزنا على التمسك به.
أيها الناس لا تلوموا أبناءكم بل اللوم لأنفسكم ماذا أعطيتمونا ؟ هل ورثنا منكم أخلاقاً ومبادئ نتمسك بها ؟ نحن وجدناكم تلهثون خلف المادة، خلف لقمة العيش.
أيها الآباء لم نجدكم تغرسون فينا حب الخير أو مساعدة الغير، وأنتم أيها المعلمون لم نلمس منكم قدوة نحتذى بها، بل وجدناكم خلف الدروس تلهثون وفى المدرسة تهملون.
نحن جيل تربى على أفلامكم حيث البطل يصل للمال بالبلطجة وتفوز بالغنى كل راقصة. نحن جيل أفلام السبكى وصافيناز، نحن جيل الرقص مع الأستاذ.