عجزت عن وصف ملاك رأيته يمشى على الأرض، حتى قابلته حورية جميلة بعثت لى الأمل فى وصفه، فهى تحبه وهو يعشقها، حبهما جعلنى أتدبر كيف خلق الله كائنات مضيئة على أرضه بالحب والعطف والحنان.
كان الملاك "أبى"، الذى غمر الدنيا بقلبه الفياض وعيناه البريئة التى سرعان ما تنهمر دموعها لتعبر عن صدق وبساطة لامثيل لهما، أما الحورية أمى، فهى نجمة تضئ عنان الأرض والسماء تتنفس حباً لى ولإخوتى، حين تبتسم تلمع عيناها الخضرا الجميلة التى طالما غازلتها بهما.
أمى وأبى أعلنها دائماً وأبدا، أنا فداءاً لروحكما، أنا مشروع شهيد متوج لكما، يا من تنبضا بالرحمة والحنين.
فى عيدك ياأمى أشدو إليك حباً وفرحاً بيومٍ، أنتى فيه ملكة، وباقى الأيام عروس مزين بالطيية والبراءة، لاأستطيع أن أحيا بدونك، فأنتى نبع فياض لكل جميل، أنتى الروح التى ترفرف بجناحيها وتحيط بقلبها العطوف على من حولها دون نظير أو مقابل، أشكوا اليكى قلة حيلتى فى تعويضك جناح بعوضة مما فعلتى، لا أملك سوى أن أكون تحت قدميك، خادمة لكى وأبي، يامن تسطرون لى حياتى بعد تدبير المولى عز وجل، أحبك يا رفيقة دربى وصديقة عمرى يامن تخفى سرى حتى عن نفسك، يا من تهبين أنفاسك قبل روحك لى ولأبى وأخوتى.
أهنأك ياملاك بعد عمر مديد، بالجنة التى وعد بها الله من يصبر على ابتلائه، وأنتى ياأمى ومعك أبى رفيقك، خير مثال للصبر، كنتما ومازلتما كالجبل ثابتا فى صبره على فقدان ابنه الأكبر الذى اختاره الله فى ريعان شبابه ليقطف زهرة من بستان، أنتم عليه حراس.