كشف الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى نشرته السنوية التى أصدرها فى 18 يوليو الماضى أن عدد عقود الزواج بلغت 912606 فى عام 2017 مقـابل 938526 عقدا عام 2016 والتى كانت 969399 عقدا عام 2015، وكشفت دراسات سابقة أن هناك حالة طلاق كل 7 دقائق، وأصبحت حاليًا هناك حالة طلاق فى مصر كل 4 دقائق، وهذا شىء مفزع يعنى هذا أن نسبة الطلاق وصلت إلى 44%، وهذا يعنى أن 100 حالة زواج يحدث فيها تقريبًا 50% طلاق يعنى هذا أن هناك 9 ملايين طفل دون أب وأم بشكل مباشر، ويوجد 15 مليون طفل دون أب وأم بشكل غير مباشر، عن طريق انفصال خفى دون طلاق. وللأسف الشديد فإن مصر قد حققت المركز الأول عالميًا فى نسبة الطلاق، 3 حالات زواج مقابل حالتى طلاق كل 4 دقائق.
أسباب الوصول لحالة الطلاق بهذا الشكل هو أنه بطبيعة الإنسانية البيولوجية يحتاج كل إنسان إلى ارتباط عاطفى كيفما يكون شكله وطريقته ويصير الشاب أو الشابة برغبة جامحة الدخول فى علاقة حب مثل كل أصدقائهم ولكن دون تفكير أو منطق، فبعض الشباب يقبل على الزواج ثم يكتشف أن كلفته الاقتصادية وأعباءه كبيرة ولا يستطيع النهوض بها فيرى الحل الوحيد هو الطلاق، وبذلك أصبح الزواج لا يأخذ مكانته واحترامه وقدسيته وتزايد واضح فى العلاقات خارج إطار الزواج والتى ساعدت فى انتشارها مواقع التواصل الاجتماعى من خلال العلاقات المتزايدة وغير سوية وهذا الآمر أكثر انتشارا فى العالم العربى.
توجد عرقلة أخرى لكل شاب فى مصر واسمحولى أن أتحدث بلسان كل شاب.. فالشاب كلما يدخر جزءا من أمواله التى يجنيها من عمله ويهم بالزواج يجد أن أهل العروس يطلبون الكثير مثل: ابنتنا تريد ذهب بالمبلغ ولا تعدون الأصفار يا سادة، والكلمة المشهورة هى ليست أقل من ابنة عمتها أو فلانة، فمن الطبيعى الأهل سيزوجونها صاحب المال الذى يدفع أكثر من (وجهة نظرى غائب عنهم التفاهم والتعاون والحب) ويصير كل شخص فى اتجاه ولا يوجد حل سوى الطلاق.
مهم فى الزواج أن نجد الأشخاص المناسبين لنا وتكون لكم خطة واضحة فى الارتباط، وللأسف الشديد قليل من يهتم بهذا الأمر، والأسرة لا تحذر أبناءها من خطورة الزواج الخاطئ وما هو الزواج، الزواج ليس زفة وفستان أبيض ودبلة تلبس فى يدها الشمال كى تتباه أمام الزملاء.. هو أسرة ومنزل ومسئولية وكيفية التعاون مع الزوج علموا بناتكم أن ليس زوجك هو مصباح علاء الدين إنما عليهم التفكير وتحديد أحلامهم أولاً حتى لا تعتمد أحلامهم على الطرف الثانى.
أقول للبنت لا تجعلى أحداً يضع خطة لحياتك بل كونى بهدف ومبادئ لا يمكن تغييرها لسبب الارتباط، لا تنتظرى للارتباط لتحقيق أحلامك عندما تنجحين ستكونين أنتِ الحلم لكل رجل، والرجال يجب أيضاً أن يعلمون أن المرأة هى ليست آلة للإنجاب وهى من تعول المنزل والأطفال وتجهز لك الطعام فقط، يجب تعليم أبنائكم أن الزواج ود وحب وتعاون واحترام وتفاهم لا تترك زوجتك وحيدة ولا تستخف بمشاعرها، فالحب يولد حب، حبها ستجد ما تحلم به.
اقترح الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى المؤتمر الوطنى السادس للشباب بجامعة القاهرة، تعقيبًا على ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر، بإنشاء مراكز تأهيل للشباب والفتيات المقبلين على الزواج؛ وذلك بعمل "كورسات" لتأهيل الشباب للزواج لمواجهة حالات الانفصال، وذلك من خلال وزارة التضامن الاجتماعى أو منظمات المجتمع المدنى.. وهذا يجب أن ينفذ فى أقرب وقت.