الكثير منا يتحير عند الدخول فى علاقة جديدة أو الإقدام على علاقة ارتباط متسائلاً أيهما أفضل لراحة نفسى ولصحة علاقاتى اختيار شخص يشبهنى فى الحياة أم يختلف عني؟! فدعونا الآن نحل سوياً متاهة تلك الإشكالية بطريقة أكثر بساطة.
فى البداية يجب علينا أن نُدرك أنه هناك نوعان من التشابه "سلبى وإيجابي"، فهناك تشابه سلبى كما لو كان طرفى العلاقة يتمتعون بالكسل والخمول المستمر، الغيرة المفرطة بشكل يرهق النفس، الاستهتار واللامبالاة بأمور الحياة وعدم منحها الاهتمام المطلوب، وخلافه من الصفات السيئة.
إن كنت تملك مثل تلك الصفات أو ما شابه منها فلا أنصحك بالدخول فى علاقة جديدة مع شخص يشبهك، ويبقى الاختيار الأنسب لراحتك هو اختيار شخص ناضج يساعدك على التغيير للأفضل إن كان لديك رغبة لذلك، وإن كان لدى الطرف الأخر استعداد أيضاً، وإن لم تجده فابدأ الآن بتطوير نفسك وأثناء تلك الرحله ستجد الشخص المناسب الذى يُكمل معك مسيرة حياتك بالشكل المناسب.
النوع الثانى من التشابه يسمى بالتشابه الايجابى وفيه يكون للطرفين أهداف ورؤية واضحة للحياة، كل منهم مخطط جيد لحياته، منظم، راقى، ناضج، وتعد تلك الأمور بمثابة علامات قويه لعلاقة أكثر صلابة فى مواجهة جميع أمور الحياة، وهو ما نسميه فى لغتنا العامه بالسند فى الحياة والمُلهِم الذى يساعدنا على النجاح والتقدم فيها.
أما الاختلاف فإنه يصنع التكامل ويكسر الروتين النمطى والمعتاد، وهناك حكمة قديمة تقول قوتنا تكتمِل فى الاختلاف، فالشخص العاقل جداً يحتاج إلى شخص يتمتع بمزيد من المرح فى حياته لكى يُكَمِله، والشخص الذى يركز اهتمامه بتفاصيل الأشياء الجماليه يحتاج لأخر يتقن فن العمل الجاد تماماً كالبازل الذى يظهر بأجمل شكل عندما تكون أجزاءه مختلفة ولكل جزء دور مختلف فى تكوين الصورة الإجمالية، وهنا نسمى الاختلاف "اختلاف أدوار يحترم كل طرف فيه دور الأخر وليس "خلاف شخصى".
تذكر أخيراً انه ليس هناك إمكانية للمخاطرة بسعادتك فى الحياة، فإما عليك بحُسن الاختيار للحصول على كامل الراحة والسعادة، وإما بالندم والحسرة لسوء الاختيار، فكن صاحب وعى وقم باختيار سعادتك.