لنعرف لماذا الحجاب ؟ تعالوا أولا نتعرف على معنى الحجاب،
يُعرف الحجاب باللغة على أنه الشيء الذى يحول بين شيء وآخر ويمنع ظهوره، وهو أيضا الستر حَجبَ الشىء أى ستره،
ويُعرف الحجاب فى الإسلام على أنه عبارة عن رداء تريديه المرأة المسلمة؛ بغرض الستر وحجب جسدها وشعرها عن الظهور للرجال المحرمين عليها، حيث إن عورة المرأة فى الإسلام هى كل جسدها عدا وجهها وكفيها، فيجب أن تقوم بحجب وإخفاء كل عورتها بارتداء الملابس الفضفاضة وغير الشفافة.التى تظهر مفاتن الجسد.
فالحجاب فرض على كل امرأة مسلمة بالغة وعاقلة، وعدم ارتدائه يعد مخالفة لشرع الله تعالى وستعاقب على ذلك يوم القيامة، وهناك عدة شروط يجب توافرها فى الحجاب الشرعى مثل: تغطيته لكل أجزاء الجسم، وأن يكون واسعاً فضفاضاً لا يشف ولا يصف جسد المرأة، وألاّ يكون ملفتاً للنظر، إذن فالحجاب لا يقتصر على غطاء الرأس فقط بل يشمل جميع الجسد.
هذه مقدمة موجزة عن معنى الحجاب وكيفيته، وفى السطور التالية سنوضح لماذا الحجاب أختى المسلمة؟
أولا: الحجاب أمر من الله تعالى .أخبر به رسوله محمد (صل الله عليه وسلم) بالقرآن الكريم وأمره بالتبليغ وقال له: قل وهو فعل أمر صادر عن الله عز وجل موجه لرسوله بالتبليغ لنساء المؤمنين والشاهد فى ذلك الآية التالية من سورة النور ، "يَا أَيُّهَا النَّبِى قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) "الأحزاب
والأمر هنا ليس موجه لزوجات وبنات الرسول( صل الله عليه وسلم )فقط، بل لنساء المؤمنين جميعا، فالأمر عام شامل كل النساء بداية من نساء الرسول (صل الله عليه وسلم ) وبناته لسائر نساء المؤمنين.
ولماذا كان هذا الأمر بالحجاب الذى هو الستر فى معناه ؟ الإجابة فى نهاية الآية ذاتها، ألا وهى حتى لا يتعرضن للأذى، فعندما يكون جسد المرأة سافرا أى واضحة تفاصيله ؛كانت عرضة لمضايقات الرجال الذين تدنت أخلاقهم فيتعرضن للأذى منهم ؛لذلك كان الحجاب حماية لهن ،وحافظ لجسدهن من هتك الستر ثم نجد شاهد آخر بسورة النور بأمر الله تعالى للمرأة بالحجاب والستر "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِى الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "(31) النور
هذا خبر الله تعالى وأمره الواجب التبليغ من رسول الله( صل الله عليه وسلم ) قل يا محمد للمؤمنات من أمتك أن يغضضن من أبصارهن عما يكره النظر إليه مما نهاكم عن النظر إليه ؛والسبب هو عدم الوقوع فى المعصية بالنظر إلى ما حرم الله النظر إليه؛ وذلك للعفة والطاهرة ( وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) بالستر اى بلبس ما يسترها عن أعين الناس، فرؤيتها حل للزوج فقط ،ولا يظهرهن إلا بزينتهن العادية الظاهرة لثيابهن، وعليكن يا نساء المؤمنين ألا تظهرن الزينة إلا للزوج فقط، أو على من حرموا عليكن ،وهم الوارد ذكرهم بوضوح فى الآية السابقة ، ففى أظهار الزينة للغير سبيل لطمع القلوب الفاسدة ؛ الذى يترتب عليه وقوع المرأة فريسة لضعاف النفوس وفاسدى القلوب والعقول لأنها تُطمع هؤلاء فيها، وتفتح لهم سبيل للنيل منها ومن جسدها، فعلى المرأة المسلمة أن تلتزم بالستر الذى أمرها الله به حفاظا عليها ؛لان أمر الله واجب التنفيذ ومخالفته توجب العقاب من الله يوم القيامة ؛ لأنها عصت الله فى أمره، وعندما تلتزمين أختى المؤمنة بأمر الله وأخلاق دينك الإسلام ستكونين من زمرة المفلحون كما ذكر بالآية ؛الذين سيفوزون بالجنان ؛لأنهم اتقوا الله فى كل أوامره ونواهيه وأمر الله بالتوبة سبيل لعودتك للصواب.
اختى المسلمة صونى نفسك وجسدك لأنكِ تختلفين عن غيركِ بالتكريم من الله ،فكونى ملكة زمانك بعفتك وسترك ولا تختالى أمام اعين الناس بجسدك كالكفارات، لهذا فرض الله عليكِ الحجاب؛ لأنه حافظ لكِ من كل أذى وتذكرى أن كل شء جميل؛ لابد أن يستر ويحفظ حماية له وصيانة من كل ضرر، كونى أخلاقا ظاهرة وباطنة، كونى سفيرة لدينك أمام العالمين لأنه أرادكِ أن تكونى سيدة للعالمين.