فى ظل اهتمامنا بزيادة ثقافة الوعى الذاتى لكافة أفراد المجتمع، أردت اليوم أن أوضح لكم بطريقة مبسطة أهم العوامل الأساسية التى تؤدى إلى ظهور الأمراض النفسية الأكثر انتشارا، وأن أسباب حدوث المرض النفسى تختلف باختلاف نوع المرض ومدى استجابة الفرد له، وحديثنا عن العامل الوراثى وعلاقته بظهور وبداية المرض النفسى.
هناك عدة حالات يظهر فيها المرض النفسى بتأثير وراثى ينتقل عن طريق الجينات، وهى المسئولة عن تحديد الصفات الوراثية، كما فى حالة وجود تاريخ مرضى سابق فى الأسرة وقد يمتد فيه العامل الوراثى (الكروموسومات) إلى عدة أجيال لاحقة، ومن أمثلة تلك الأمراض "الفصام، الهوس الاكتئابى، الضعف العقلى".
وهناك حالة أخرى قد يولد الطفل فيها ولديه استعداد وراثى لبداية المرض النفسى، فبعض الأطفال قد تولد بنفسية هشة وضعيفة تتناقل له بالوراثة، فإن لم يقم الوالدان بتقويم نفسية الطفل وتدعيمه وإذا تم ممارسة الضغط النفسى عليه هنا نحن نقوم بنمو بذرة الاستعداد الوراثى لظهور المرض النفسى، والذى يظهر بقوة بسبب كثرة الضغوط التى تمارس عليه، أما فى حالة تقديم الدعم له فستختفى بذرة الاستعداد للمرض، ففى حالة الاستعداد الوراثى للمرض النفسى يكون العامل الأساسى الذى يدعم المرض أو يخفيه هو التنشئة والبيئة.
وقد يظهر المرض النفسى كنتيجة لخلل عضوى فى المخ يحدث للجنين ولحديثى الولادة عن طريق إصابته بعدوى فيروسية أو عن طريق التلوث الناتج عن البيئة المحيطة بالمولود أو عن طريق الولادة المبكرة للطفل، كما أن الكبت ومشاعر الغضب والإرهاق الشديد فى معظم أوقات الحمل قد يؤديان إلى تغير فى الهرمونات وسينتقل هذا إلى الجنين عبر المشيمة فيؤدى إلى إزعاجه مع ارتفاع نسبة إصابته بالمرض النفسى والتى قد يظهر بعضها مبكراً فى سن الحضانة وقد يؤجل أيضاً ظهور بعضها إلى مرحلة المراهقه، ويجب أن نراعى أن قلة وصول الأكسجين لمخ الجنين قد يؤدى الى إصابته بمرض التوحد، فرط الحركه ونقص الإنتباه، التأخر العقلي، فيجب متابعة الطبيب المختص للاطمئنان على صحة الجنين.