كلنا نقف عند تلك الكلمة، كلنا نشعر أنها ذات عامل مهم فى حياتنا وإن كانت تعد الكائن الأمثل أو المعنى الامثل لمفهومنا الذاتى، فهل تعرف سمات الإنسانية إذا؟.
حينما تشعر بالعطف على إنسان كفيف لا يستطيع أن يسير وحده فتفر سريعا لتأخذ بيده لتساعده على المسير أليست هذه إنسانية، حينما ترى فقيرا ممزق الثياب فى ليل يعصف بالبرد الشديد والمطر يتساقط على جسده فيرتعد من شدة البرد تتجه نحوه سريعا لتعطيه ثيابا وتدفئه أليست هذه إنسانية، وحينما ترى أيضا يتيما يتأوى بعذاب وحدته ويشعر بالخوف من نظرة من حوله فتجعل قلبك بابا ليدخل إليه حنانا ورأفة ليبرد إحساسه بالعذاب واليتم ...أليست هذه إنسانية؟.
وإن كان الهدف الأسمى للإنسانية ! هى الأخلاق الحميدة والعواطف الإنسانية فلابد أن توضع فى المقام الأول حتى تكون ركيزة أساسية يرتكز الإنسان عليها حتى يكون كائنا اجتماعيا ذات قيمة أخلاقية تتطور مع مرور الزمن.
أليس ما يقوم به الشخص من عمل إنسانى إيجابى قادر على التجاوب والإحساس لدى الآخرين يعد هذا مبدأ سامى يراد به أن يعم فكرة الإنسانية بمعناها الحقيقى.
الإنسان حباه الله تبارك وتعالى بوحدة متكاملة من الآلات الحسية والإدراكية ليميزه عن سائر الكائنات، فلما لا ندرك هذه الخاصية التى أنعم الله بها علينا لنشعر بآدمية من حولنا ونعطى العطف لمن يستحقه، لا بد أن تكون المشاعر والروح الإنسانية التى تنبع من القلب صادقة بدون مصلحة أو مجاملة أن تكون غاياتنا و محور حياتنا لنصل بها إلى أبهى صورة لها.
هل نقدر يوما لأن نطهر قلوبنا ونجعلها آلة محركة نحرك بها مشاعرنا نحو الآخرين؟ ألسنا مسئولين أن نغير صورتنا فى مجتمعنا حتى نكون على الوجه الأكمل؟، بعيدا عن الحماقات نحو الأصلح لنا لا عنصرية لا قسوة كثير المحبة والتعاطف .
الوجوه كثيرا ما تتشابه ولكن الطباع الإنسانية كثيرا ما تختلف، فإذا كان هناك أناسا مجرد آلة مجردة من العواطف والإنسانية غطى قلبها حجابا لتريها وجوها شرسه مجردة من الحس لا تظفر بالخير لا أحد فهناك أناسا أخرى تجعل قلبها قنديلا يضىء بالخير ويديها نبع يفيض بالعطاء لمن حولها حيث تجعل الإنسانية سمه ذاتيه لها.
هل نحن من أولئك الناس أم لا؟
فالإنسان لا يكون إنسان إلا إذا كانت الإنسانية إحدى قناعته وتحلل فكره بالثبات عليها فى تعاملاته وعلاقاته مع الآخرين.
لابد أن نفكر لحظة يا سادة :أين قيمنا الإنسانية هل ذهبت وتناثرت مع الريح أم لدينا فرصة لنستعيد هويتنا.