مَحْرُوسَةٌ آيَةٌ واللهُ حامِيِهاِ ... مُنْذُ الخَلِيِقَةِ تَحْبُو فِيِ مَبادِيِهاِ
مَذْكُورةٌ فِيِ كِتابِ الحَقِّ شاهِدَةً ... صِدْقَ الوُجُودِ ومِصْراً إذْ نُنادِيِها
سَيْناءُ والطُّوُرُ والوادِيِ مُقَدَّسَةٌ ... خَزائنُ الأَرْضِ يُوسُفُ كانَ راعِيِها
والنِّيِلُ شَرْيانُها خَصْباً وَتَرْوِيَةً ... فَيِ مُسْتَقَرٍ لأجدادٍ بِوادِيِها
قَدْ أَبْدَعُوا فيِ فِجاجِ الأَرْضِ باقِيَةً ... مِنَ الحضارَةِ تَزْهو فِيِ مَآقِيِها
كَمْ بادَ فِيِ ساحِها الباغُونَ وانْدَحَرُوا ... كَمْ لاذَ فِيِ دِفْئِها المأمُونِ ساعِيِها
أَيْنَ المُغِيِرونَ مِنْ هُكْسُوسَ مِنْ تَتَرٍ ... ما فازَ قَمبِيِزُ تَطْوِيِهِ صحارِيِها
أَيْنَ التَّسلُّط مِنْ إغْرِيقَ أوْ رُوما ... أَيْنَ الفِرِنْجَةُ أَرْتالٌ مَآتِيِها
وأَيْنَ مِنْ أَهْلِها مَنْ باعَ نَخْوَتَهُ ... نَذَالةً جاحِداً وَدَّادَ قالِيِها
خُوَّانُ أَصْلِ تَفانَوْا فِي كَراهَتِها ... يَمْحُون ما صادفُوا مِنْ طِيِبِ أَهْلِيِها
مَنْ زَيَّفُوا فِيِ صَحِيِحِ الدِّينِ تَوْطِئَةً ... لِشارِدٍ شَذَّ في الأَهْواءِ يُعْلِيِها
مَنْ أَلَّهُوُا صاحِبَ الكُرْسِيِّ مِنْ بَشَرٍ ... والمُلْكُ لِلَّهِ يُخْزِيِ مَنْ يُوَارِيِها
مَنْ عَرْقَلُوا دَوْرَةَ الإصلاحِ وانْتَهَبوا ... مالاً حراماً إلى النِّيِرانِ يُصْليِها
مَنْ شايَعُوا القُبْحَ يَسْرِيِ في مَسالِكِها ... مَنْ خَبْطِ عَشْواءَ عافَتْهُ مَبانِيِها
مَنْ لَوَّثُوا مَنْهَلاً عَذْباً لِمَشْرَبِهِم ... والنِّيِلُ يَشْكُو عَدَاواتٍ يُعانِيِها
هَذِيِ الوَدِيِعَةُ شاءَ اللهُ أنْ تَبْقَىَ ... وأنْ يَفُوزَ بِخَيْرٍ مَنْ يُوالِيِها
والطَّامِعُونَ بِميراثٍ بلا سَنَدٍ ... عاثُوا فساداً إذا لَمْ يَرْضَ مُعْطِيِها
تباغَضُوا وتُرابُ الأرْضِ يَمْقُتُهُم ... تَفاحَشُوا بِسَبابِ الحِنْقِ تَشْوِيِها
مَحْروسَةُ اللَّهِ تَدْعُو أَهْلَها أَبَداً ... كُونُوا الكِرامَ وصُونُوا عَهْدَ بارِيِها
يا آلَ مِصْرَ فلا تُعْطُونَ رايَتَكُم ... إلاَّ لِكُفْءٍ يَرومُ لِمِصْرَ تَنْزِيِها