كيف نقدر يوما على وجودنا من غير وطن ... يا إلهى!! كم مررنا بلحظات أليمة كنا نشعر بأننا أحياء على حافة الهوية حينما تعرضت بلادنا منذ زمن غير بعيد من كيد الطامعين المغرضين محلقين عليها بسلاسل وقيود نارية لينالوا منها ومن أبنائها.
أدركنا ذلك الحقيقة وهى حقيقة مشاعرنا نحوها ... إذا نظرنا نظرة خاطفة إلى مصر بلدنا الغالية وجدنا أنفسنا ذائبين فيها وإن كانت بمثابة الأم الحنون التى نرتمى بين أحضانها تروينا بمياهها العذبة ...ولكن عادة ما يلوث مسامعنا أناسا ممن يكنون بالكراهية لهذه البلد أملهم بأن تضيع يوما أو تكون على وشك الانهيار وحافة السقوط.. ألم تكن تلك الطائفة الانقلابية التى صنعت أبراجا من المفاهيم المخلوطة ووسيلة لعصف تلك الأفكار الإجرامية وعمل تلك الانقلابات لتحريك تلك العناصر الإرهابية لتحقيق هدف غير شريف وهو خلق الروح العدائية بين أفراد ذلك الشعب وتدمير المقدسات الدينية وتفكيك ترابطه حيث بعدت كل البعد عن حيز الدين ومعيار الأخلاق.
ولكن نحن نتسءل: لماذا يفعلون ذلك؟
فنحن نعرف الحقيقة، وهى لأن مصر إن كانت ذات عزة وكرامة فهى الحضارة الأم والأصول الأولية التى ليس قبلها شىء هى النبراس الأعلى لكل البلاد العربية هى السيادة التى لا يعلو على محيطها أحد، هى الأنشودة التى يتغنى بها الأجيال على مر العصور هى الأساس المتين الذى لا ينكسر أبدا ومستحيلا.
فقد تناسينا حينما كانت مصر تمر بوقت عصيب فى ظل تلك الثورة حينما سادت الفوضى والانفلات بين ربوعها وكثر الإجرام بشدة وعم الخراب فى كل مكان، كان شعورنا وقتها مريرا كانت عيوننا تذرف بالدموع لمجرد شعورنا بأن بلدنا أوشكت على الانهيار والسقوط وأنها تضيع بين أعيينا ولكن حوطتها العناية الإلهية وأنقذها الريعان الإلهى لتحقيق مبدأ (ادخلوها بسلام أمنين) فهذا دليل على أن الله تبارك وتعالى حارسها من أى شر وأمنه بإذن الله.
فحينما ننظر إلى شعوبا وبلادا أخرى قد تطايرت لم يجد لها وجودا نشعر بأننا شعبا متماسكا يدا بيد مترابطا لا يخاف ولا يجزع من أى حرب أى كانت فإننا نحب بل نعشق ونذوب فى هذه البلد وإذا كنت محاطة بكثير من الحمقى ومهما عظم من أعدائك فهذا دليل على مناعة حصنك وقوة جأشك، وسيظل قلبنا وفكرنا عالقا بك ونمارس حقنا فيك مادمت صامدة قائمة أمام أعيننا .. فحبنا لوطننا أقوى حب يفوق حدود المنطق والخيال.