يَا لَيْتَنِى كُنْتُ رَاهِبًا ..
عَنْ الدُّنْيَا وَ مُتَعِهَا غَائِبًا ..
لَا يُهِمُّنِى مَنْ اِشْتَرَى..
بِيت .. سَيَّارَةٌ .. أَوْ قَارِبًا ..
مَنَحَتْ الحَيَاةُ وَ لَمْ أَشْتَرِيهَا ..
يَا لَيْتَنِى وَهَبْتُهَا ..
لِمَنْ كَانَ لِى وَأُهَبًا ..
جَرَّبَتْ الحَيَاةُ حَلَّوْهَا وَ مُرْهَا ..
وَ عِشْتُهَا قَلْبًا وَ قَالِبًا ..
تَعِبْ كُلُّهَا الحَيَاةَ ..
وَ مَهْمَا كُنْتُ قَوِيًّا مُحَارِبًا ..
فَفِى الحُرُوبِ الكُلُّ خَاسِرٌl ..
وَ قَرَارُ الحَرْبِ لَيْسَ دَوْمًا صَائِبًا ..
فَاِخْتَرْ حَيَاتَكِ وَ أَحْيَاهَا كَمَا يَجِبُ ..
وَ تَذْكُرُ أَنَّ الخَيْرَ فِيكَ غَالِبًا ..
وَ مَهْمَا جَنَحَتْ بِكَ الحَيَاةُ ..
فَإِنَّ اللهُ يَنْتَظِرُ يَوْمَ تَعَوُّدٍ إِلَيْهُ تَائِبًا ..
----------------------------------------------------
إِهْدَاءٌ إِلَى رُوحِ شَاعِرٍ العَرَبُ الكَبِيرِ "أَبِى العلاء المعري" صَاحِبُ بَيْتِ الشِّعْرِ الَّذِى قَالَ فِيهُ:-
أَجَلْ هَبَّاتُ الدَّهْرِ تَرِكُّ المَوَاهِبُ يُمِدُّ لَمَّا أَعْطَاكَ رَاحَةَ ناهب
وَ أَفْضَلُ مِنْ عَيْشِ الغِنَى عَيْشَ فَاقَةٍ وَ مِنْ زَى مَلَكٍ رائقٍ زَى "رَاهِبٍ"