تلك اللحظة التى لا نتمنى أن نعيشها، تلك الكلمة التى تستهلك قلبنا شعورا بالمرار والعذاب، فنحن لا نقدر على تحمل هذا الشعور الموجع تلك اللحظة التى تأخذنا إلى عالم آخر ملىء بالفقدان والغربة، وتشعرنا بطفيف من عدم السيطرة على أنفسنا بمجرد شعورنا بهذا الفراق المرير.
وإن كان معناها يعد كبيراً إلا أن تعايشه صعب للغاية لا يمكننا نحن استيعابه، وإن كان هذا فراق فإنه يعد قدراً لا مفر منه.
عادة تملؤنا لحظات يتخللها الفرح ولحظات أخرى يتخللها الحزن من الممكن تغيير شعورنا عبر الظروف الحياتية التى نمر بها، ولكن لا نقدر يوماً على فقدان غالٍ أو عزيز لدينا، حينما يرحل ويغلق أبواب الحياة خلفه تلك هى المأساة الحقيقة التى نعشيها وتحوينا غموضا لا نعرف مداها أو عواقبها.
القدر إن كان لا حيلة لنا فيه إلا أنها الحكمة الربانية التى يعلمها صاحب الأقدار وإن كنا نريد شيئا فالله تبارك وتعالى يريد شيئا آخر يراد منه خير لينفذ إرادته الإلهية.
هذا الإحساس الذى يداهمنا من أن لآخر كى نظل تاركين أنفسنا لعاصفة تهب هذا الشعور بالألم وعذاب الفراق لا نستطيع منعه ولا حيلة لنا بذلك، ولكن يعد واقعا ماثلا أمامنا نشاهده بأعيننا تلك اللحظات الصارخة التى تتملك ذاتنا محملة بهفوات من الشوق تارة والحنين تارة أخرى يؤلمنا الصمت وتؤلمنا الحياة.. وإن كان الموت المعنى الحقيقى للفراق فلا نشغل انفسنا إذا بما لا نتوقعه من الأقدار التى تبعدنا عن الأحبة التى تعطشنا لرؤيتهما لو لحظة إلا أنها الغربة الموحشة والوحدة القاتلة بأن قلبك يتمزق إربا لعدم وجودهما وكأنك تمثل شجرة متانثرة أوراقها لم يبقى بها حياة وكأن قمرا لم يعد يضىء ليلته.
هذا الفراق الذى يعد حزنا ملتهبا كالنار فى عز توهجها فلا مفر من بواعث القدر الذى يحدد تلك الوقفات التى نريد أن نعبرها محاولة للمسير.
وإن كان القلب هى الأداة المحركة لمداركنا نحو اى إحساس أومشاعر أى كان حتى ولو لحظة فراق تؤلمنا.