يجب أن نعى جميعا أن ثروتنا الحقيقية تتمثل فى مورد من أعظم الموارد المتاحة لدينا، والذى يعد المصنف الأول فى جميع الدراسات الاستراتيچية - هذا المورد هو البشر بصفة عامة والشباب منهم خاصةً.
وعندما نعلم أن تعداد من هم دون سن الثلاثين من الشعب المصرى يبلغ نسبة ٦٢./. منه ندرك ما للموارد البشرية أو ما يصطلح عليه من قبل بعض الاقتصاديين برأس المال البشرى لدينا من أهمية لا تضاهى. والشباب، هذه الثروة التى توغر صدور أعدائنا وتنغص عليهم فى تحقيق مآربهم يجب علينا أن نعيها جيداً ونحسن إدارتها وإعدادها ومن ثم استثمارها الاستثمار الأمثل ليس فقط فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية وإنما فى جميع مقدراتنا وعلى كل المستويات التى تأتى بالمردود المرجو فى التنمية.
ومن هنا يوجه أعداءنا كل سهامهم ونيرانهم وسمومهم إلى عقول وقلوب شبابنا من خلال أبواقِ إعلامية ولجان إلكترونية أعدت خصيصاً لهذا الغرض وتقوم بما جُندت له بكل إصرارٍ وتفانٍ للنيل من انتماء هذا الشباب لبلده ببث روح الإحباط والشك والريبة والتسفيه والسخرية من كل شئ وفقدان الأمل فى كل شىء بما يصنع جيلاً كارهاً حاقداً محبطاً بما يخالف حقيقة أننا نمشى على الطريق الصحيح نحو المستقبل فى مواجهة كل التحديات والصعوبات والأشواك التى تزرع فى طريقنا بكل خسةٍ من الداخل والخارج.
وبالطبع فإن قافلتنا العزيزة والمعتبرة التى نعقد عليها كل آمالنا فى اجتياز هذا الطريق هى قافلة الشباب، لذا فإننى أتوجه إليهم وأخاطبهم شعراً بما أحمل فى نفسى من فخرٍ واعتزاز وتباهٍ بمصريتى فأقول:-
يا شبابَ الكنانةِ افخر أنك منتمٍ إليها
وقُم لعزها واقهر كلَ باغٍ عليها
أراد لها أن تُقهر فكادَ بين يديها
إنما الله أكبر قوَّى بكم زنديها
فأردَت مَن تجبر وطهرت ضفتيها
أفتُقهر مَن كان ابنها خيرَ أجنادِ البرية
أفتُغلب من كان لها صفحاتٌ غيرُ مطوية
مصرُ وكم ذُكر اسمها فى الكتابِ والسنةِ النبوية
مصرُ وفاخروا بها أنها حرةٌ أبيَّة
ما استكان يوماً شعبها وما كان أبداً مطية
يا ساعياً تبث الخلافَ وتُحيى روحاً من الإحباطِ
إنَّا ورثنا الائتلافَ وسنبقى دوماً فى رباطِ
قلوبُنا عنك غلفٌ فلا تأمل فى اغتباطِ
بزرع فتنةٍ فتغفو عقولُنا عن الارتباطِ
قضى الله فلا تعرف المسلمين فينا من الأقباطِ
كلُنا يا باغٍ بنوها جيشها وشعبها
شبابٌ وشيوخٌ نساءٌورجالٌ أحبوها
فلا سبيلَ لك والمحبةُ بين الضلوع أسكنوها
يتراقصون يومَ النصرِ لا عن خلاعةٍ بغضوها
إنما لكيدك وحسرِ من عادوا مصرَ وكادوها
السجودُ لله هاهنا وبالإيمانِ عمرت قلوبُنا
فيا شبابَ الكنانةِ افخر بها ولا تسمع لمن عادوها
بحفنةٍ من الأوغادِ بهتت وجوهُهم بالأحقادِ
فما أراد شراً بنا عادِ وظفر أبداً بالمرادِ
ومابلغناه البارحةَ بالأجدادِ سنبلغه اليومَ بالأحفادِ
عزةً لمصرَ ونهضةً تزهو بالريادةِ والأمجادِ.