بَدْءُ الخَلِيِقَةِ كانَ أَمْراً مُقْتَدَرْ ... والأَمْرُ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالبَصَرْ
مَلَكٌ وَجِنٌّ فِيِ غُيُوبٍ سَبْحُها ... والإنْسُ والحَيَواتُ شَتَّىَ والحَجَرْ
وَيَشِيِعُ فِي الأَكْوانِ لَهْجُ مُسَبِّحٍ ... لا يَفْتُرُ التَّسْبِيِحُ كَلَّاً أَوْ ضَجَرْ
وطَلاوَةُ التَّسْبِيِحِ سِرُّ حَياتِها ... والحَمْدُ والتَّسْبِيِحُ دَيْدِنُ مَنْ شَكَرْ
وَتُرَدِّدُ التَّسْبِيِحَ مِنْها أَلْسُنٌ ... لا يَسْتَبِيِنُ كَلامَها فِقْهُ البَشَرْ
...
فَجِبالُ داوودٍ تُأَوِّبُ حَذْوَهُ ... والطَّيْرُ صافَّات هُيَامٌ مُنْتَشِرْ
والرَّعْدُ سَبَّحَ خالِقاً مُتَعالِيَاً ... والحوتُ والبَحْرُ المُحِيِطُ بِما زَخَرْ
وَتُسَبِّحُ السَّبْعُ الشِّدادُ مَهابَةً ... والأَرْضُ مِنْ جَوْفٍ تُناغِمُ ما ظَهَرْ
والسَّبْعُ فِي البَيْداءِ سَبَّحَ قارِنَاً ... بِبَهِيِمَةِ الأَنُعام رِدْفَاً والشَّجَرْ
فالكُلُّ يَسْجُدُ للإلهِ وظِلُّهُ ... مُتَشَوِّقُ التَّسْبِيِحِ طَوْعَ المُؤْتَمِرْ
...
مَهْلاً بَنِي الإنْسانَ كُنْتَ مُكَرَّمَاً ... مِنْ خالِقِ الأكْوانِ تَخْييراً أَبَرْ
أَفَلا تَكوُنُ مُفَضَّلاً بِعِبَادَةٍ ... تَرْقَىَ مَعَ التَّسْبِيِحِ أُفْقاً مُعْتَبَرْ
فَسَعَادَةُ الدَّارَيْنِ فَضْلُ تَكَرُّمٍ ... مِنْ واجِبِ التَّسْبِيِحِ جَلَّ بِما أَمَرْ
وَبِطاعَةِ المِوْلَىَ تَدُوُمُ سَلامَةٌ ... فِيِ خَيْرِ حِفْظٍ لا يُفَرِّطُ أَوْ يَذَرْ
لَيْتَ السُّلامَىَ فِي الأصابِعِ بادَرَتْ ... تَحْيا مَعَ التَّسْبِيِحِ ما طالَ العُمُرْ
...
سُبْحانَ رَبِّيِ أستضِيِءُ بِحَمْدِهِ ... رَبٌّ عَظِيِمٌ عَرْشُهُ لا يَنْحَصِرْ
سُبْحانَ رَبِّيِ لا شَرِيِكَ بِمُلْكِهِ ... وَشَهادَةُ التَّوْحِيِدِ بابُ المُسْتَقَرْ
سُبْحانَ رَبِّيِ فِي الصَّباحِ وفي المَسَا ... فِيِ وِرْدِ تَسْبِيِحِ العَشِيِّ وفِيِ ظُهُرْ
سُبْحانَ رَبِّيِ أَنْتَشِيِ بِأَمانِها ... وأَتُوقٌ لِلْجَنَّاتِ حَوْضَاً أَوْ نَهَرْ
سُبْحانَ رَبِّيِ تَلْتَقِيِنِيِ أَحْمَداً ... فِيِ صُحْبَةِ الأَحْبابِ وَعْدٌ مُنْتَظَرْ