منذ صغرى وأنا أرغب كثيرًا فى أن أصبح واحدة من أولئك المدربين الذين أراهم على التليفزيون دائمًا، يقفون فى أى مباراة لكرة القدم لتوجيه اللاعبين فى الملعب، ووضع الخطط المُلائمة من طرق لعب إلى إحلال وتبديل لاعبين بما يتناسب مع ظروف كل مباراة، لا أدرى لما كانت هذه الرغبة دائمة التواجد معى ولازمتنى حتى الآن، لكنى أعلم شيئًا واحدًا أنى أحب كرة القدم جدًا واستمتع بمشاهدتها دومًا.
كثيرون يتحدثون عن الدمار الذى سببته التكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية، من فقد للارتباط الأسرى، والتواصل العائلى، والاعتماد على عالم خيالى يصنعه الفرد لنفسه إما على مواقع شبكات التواصل الاجتماعى على الإنترنت، أو بتوحده مع هاتفه الذكى واعتباره صديقه الصدوق الذى لا يمكن الاستغناء عن تطبيقاته فى أى لحظة لدرجة قد تمنعه من النوم أحيانًا.
لكن معى الأمر مختلف فمع التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الذكية، استطعت أخيرًا تحقيق حلمى فى أن أصبح مدربة لفريق كرة قدم من خلال تطبيق على الهاتف الذكى (الآيفون) خَوَّلنى إلى أن أدخل هذا العالم وأغوص فى كل تفاصيله، فالآن – والآن فقط – يُمكننى وضع الخطط لفريقى، أقوم بشراء واستبدال اللاعبين متى أردت، وحسب ظروف كل مباراة، لدى بطولة أنافس عليها مع مدراء فنيين آخرين لفرق، هناك ميزانية أستطيع من خلالها تدبير ما يلزمنى لفريقى، كل هذا من خلال تطبيق تكنولوجى فى هاتف ذكى، حقق لى حلمى، جعلنى أُشبع رغبتى وهوايتى، فهذا ليس عيبًا، وللتكنولوجيا فوائد جيدة، وصحية؛ لأنَّ عدم تحقيق الرغبات لأى سبب كان قد يؤثر بالسلب على نفسية أى شخص، ويجعله ذلك لا يُعطى طاقته الكاملة فى العمل الذى يقوم به.
قد يستهين البعض عند قراءة هذه السطور بما كتبته من حروف سابقة، لكن حاول أن تُجرب أمرًا قد رغبت فيه كثيرًا فى طفولتك مثلاً، واليوم بإمكانك تحقيقه من خلال تطبيق يُعد بمثابة مُحاكاة لواقع حقيقى لحلمك هذا، بعدها أخبرنى عن شعورك، وعن مدى تأثير ذلك عليك، التكنولوجيا ليست بغيضة إذا ما استخدمناها الاستخدام الأمثل، ويجب على المستثمرين فى مجال التكنولوجيا الاهتمام أكثر بمثل هذه التطبيقات، كما يجب على المؤسسات الحكومية عمل مُسابقات فى مثل هذه النوعية من التكنولوجيا وصدقونى سيذهلكم كمية المواهب التى سترونها تخرج من مثل هذه المنافسات، سيكون لديك فنان موهوب، لاعب مبدع، مخترع عبقرى، وأنت لم تكن تدرى عنه شيئًا؛ لأنه لم يجد الفرصة فى التعريف عن نفسه، فاكتفى باللعب على هاتفه الذكى وأصبحت عبقريته حبيسة هذا الجهاز.
أطلقوا العنان للشباب وأنا على يقين تام أنهم لن يخذلوكم عندما يقومون باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الهواتف الذكية، فقط دعوهم يكشفوا لكم عن مهاراتهم وأنتم لن تندمون أبدًا.