الشتاء مخاطباً الربيع :
عى كلامى هذا
وخُذهُ مأخذ الجد
أتيت ورحلت بسلام
خصيصاً هذا العام
فقد كان بردى خفيف
و وقتى لطيف
وإدى وش الضيف
فكان مشوارى
سريع صد رد
وأيام البرد الشديدة
لم تتعدى صوابع اليد
حتى وإن كان فى بداية مقدمى
برق ورعد
وشوية سيول ع الأد
أهى جُرعة والسلام
قلت أفرغها فى أى حد
كما يفعل داعش الوغد
فهيا هات يدك أُسلمك الراية
ومارس مهامك من الغد
ثم سلمها للصيف فيما بعد
وبلغه رسالة قوية
فيها وصية ذات معانى ثرية
وصية نُصح للحفيد من الجد
حتى يكون الوصال
عن طريق الأب دائماً ممتد
نصها :
إياك يا صيف أن تأتى عنيف
وخفف عن الناس مصاريف التصييف
حتى يكون البديل دش وصابون وليف
داخل بانيو نظيف
وإلا أتيتك بأقسى رد
متخذاً الخريف معبر وسد
فرد الربيع مرتعداً
كإرتعاد الأرنب أمام الفهد:
حابس.. حابس
عارفك فارس
بردك قارص
ياما قفلت مصانع ومدارس
مهما كان البنى آدم متحصن ولابس
بصقيعك حاسس
وعمرك ما خلفت الوعد
ثم إستدرك الربيع فقال وإحتد :
أتركنى مليا
مع الأيام الهنية
أيام السعد
أتطلع للأشجار العالية
ذات الأزهار الزاهية
ممشوقة القد
وأستنشق عبير الزهر والورد
وإستطرد الربيع قائلاً :
إنتبه:
إن الخريف للصيف حليف
وبينهما ميثاق وعهد
ربما يشكلا معاً ضدك
حائط صد
ويوأدا مؤامرتك فى المهد
ثم عقب الشتاء فقال :
أشكرك حقنت النزيف
وإلا صار الوضع مخيف
مع حفيدى فصل الصيف
فبينت لى الحقيقة من الزيف
لذا قبلت منك النُصح والنقد
فعلاً يا ربيع
أُقر لك بالقوامة
فلك مهابة وطيبة ووسامة
يا أحمر الخد
أيامك أبيض من اللبن الحليب
وأحلى من العسل الشهد
وعليه :
لك منى مبادرة هدية
لإظهار حسن النية
سوف ألم زوابعى الرعدية
من كل الأجواء فرداً فرد
وأضع لسوء التنبؤات حد
وليكن الخريف بيننا بمثابة فاصل حد
ثم هتفا معاً :
وكل من كان معهما فى المشهد
عليهما رد
ما خُلقنا لهذا
ما خُلقنا للتشاحن
بل خُلقنا لتهيئة الجو المناسب
للإنسان للعمل والكد.
*****