الأساطين هى الأعمدة التى يرتكز عليها البنيان ولا يقام سقف إلا على أعمدة تحمله هذه مسالة بديهية لا تحتاج إلى برهان أو دليل.
وللصحافة أساطين وأعمدة قامت عليها منذ عرفت فى مصر وإذا نسينا لا ننسى الشيخ على يوسف وجورجى زيان والأخوين سليم وبشارة تكلا ومن الصحف المقتطف والأهرام والهلال مرورا بالوقائع المصرية التى كانت ومازالت تمثل ذاكرة الأمة.
وفى عصرنا الحديث نذكر محمد زكى عبد القادر وعلى ومصطفى أمين وأنيس منصور ويوسف إدريس ومصطفى محمود وجلال الحمامصى وعلى رأسهم العملاق الكبير محمد حسنين هيكل الذى رحل عنا مؤخرا كل هؤلاء وغيرهم كان لهم قصب السبق فى تشكيل وجدان الشعب وإثرائه فرأينا من العناوين ما قل ودل ونحو النور ومواقف أنيس منصور وفكرة على ومصطفى أمين فكانت الصحوة ألكبرى وكانت الثورات على المحتلين والطغاة.
إننا الآن نفتقد هذه الرموز ونترحم عليها وعلى الزمن الجميل الذى كان لنا نصيب فى جزء منه وكان لنا نصيب أيضا من ارث العمالقة التى كانت إعمالهم ناصعة شفافة يبتغون بها وجه الله ثم الوطن الذى هو فى حاجة الآن إلى أمثالهم بعد إن نضب المعين وجف النهر والينبوع فرأينا قارعى الطبول ونافخى الأبواق والإيقاعات الجوفاء.