قامت حملة لا للأحزاب الدينية بمبادرة اسمتها اخلع النقاب والتى أثارت جدلا واسعا فى المجتمع المصرى ولكنها لم تجد التأييد المطلوب .
وبصرف النظر عن الناحية الدينية وعن كون النقاب فريضة إسلامية أو سنة أو غير ذلك فإنه لا يجب التفكير فى حظر النقاب فى المجتمع المصرى لأسباب عدة منها :
أولا : الشعب المصرى شعب متدين بطبعه ويجد حساسية كبيرة فى كل ما يتعلق بدينه وحظر النقاب سوف يوجد حالة من السخط الشعبى الشديد، وسوف يستغل البعض ذلك استغلالا سيئا ويقوم بتغذية نظرية الحرب على الدين الإسلامى والترويج لفكرة أن هناك حربا على الإسلام وما شابه ذلك من أفكار وسوف يجد أرضية خصبة للترويج لذلك فى حالة الانسياق وراء هذه المبادرات .
ثانيا : يرى الكثير أن النقاب لا يمثل عائقا أمام التقدم فدولة مثل السعودية أغلب نسائها يرتدين النقاب ولا تجد الدولة مشكلة فى ذلك فالسعودية تحظر على النساء قيادة السيارات ولا تستطيع حظر النقاب . بل إن هناك دول أوربية علمانية لا تدين بالإسلام ولا تقوم بحظر النقاب ولا تراه يعيق تقدمها بل تعتبره حرية شخصية .
ثالثا : ادعاء أن هناك إرهابيين يتخفون فى النقاب لعمل تفجيرات ليس فى محلة فمعظم التفجيرات ألتى حدثت لم يكن منفذها يرتدى النقاب والذى يريد أن يتخفى عنده من الوسائل الكثير للتخفى وليس بحاجة إلى إرتداء النقاب . ولماذا لا يسن قانون يجبر المنتقبة على كشف وجهها لأى جهة أمنية أو كمين أو عند دخول المصالح الحكومية للتأكد من شخصيتها حفاظا على الأمن وبالتالى نكون قد فوتنا الفرصة على مستغلى النقاب ولم نقيد الحريات الشخصية للمنتقبات.
رابعا : اليس من حق السيدة أن ترتدى ما تراه مناسبا . أليست هذه من الحرية الشخصية التى يكفلها الدستور . إذا ما الداعى لإتاحة فرصة للمنظمات الحقوقية بالقول بأن هناك تقييد للحريات فى مصر.
خامسا : الذين يدعون أن النقاب يعوق العملية التعليمية فكلنا درس لنا فى وقت من الأوقات معلمات منتقبات ولم يجد صعوبة فى التواصل . مادة مثل الرياضيات مثلا هل تحتاج إلى معرفة تعبيرات الوجه كما يدعون ؟ وليكن كذلك فلنلزم من تدرس مادة تحتاج إلى كشف الوجه بذلك بدلا من المنع المطلق للنقاب.
سادسا : هل هذا هو الوقت المناسب لطرح أفكارا تثير البلبلة فى المجتمع . هناك من القضايا ما هو أهم لطرحة فى الوقت الراهن بدلا من إثارة الرأى العام بلا فائدة . إن المجتمع الآن فى حالة إحتقان ولا يجب أن نزيد هذا الاحتقان بمثل هذه المبادرات.
لكل هذة الأسباب أرى أنه ليس هذا آوان هذة الحملات والمبادرات ولنلتفت لما هو أهم فى الوقت الحالي.