القارئة نهلة محمد أيوب تكتب: متى تنتهى ظاهرة الضرب فى المدارس؟

لماذا رغم قانون حظر الضرب فى المدارس عام 1998 مازالت هذه الظاهرة موجوده حتى الآن ؟! لماذا الغرب الذين تخلو عن هذه الظاهرة هم المتقدمين فى شتى نواحى الحياه ؟! ونحن الذين نراها أسلوب حياة وتربية مازلنا متخلفين؟! توضيح مختصر لدراسات علم النفس والاجتماع عن هذه الظاهرة، أكدت: أن المعلم هو السبب الرئيسى لترغيب الطالب أو ترهيبه من المدرسة منذ المرحلة الابتدائية، وأن ضرب المعلم للطالب بسبب التقصير فى واجباته أو التأخير عن الطابور أو الغياب يعطى انعكاسات سلبية على الطالب، ويؤدى إلى خلق شخص عدوانى أو شخص ضعيف ومنعدم الشخصية، ويسبب توترات عصبية وأمراض فى النطق والتفكير ويشجع الطالب على الانطوائية والانعزال والهروب، وأن اتباع هذا الأسلوب يخلق فى النهاية أمة جاهلة.. وقد حللت هذه الدراسات أيضا شخصية المعلم الذى يضرب بأنه وجد بذلك طريقة أسهل لإصلاح سلوك الطالب من أن يكلف نفسه عناء الحوار معه بطريقة متحضرة، وبأنه ضعيف الشخصية وعديم الثقة بنفسه، يستخدم الضرب لفرض هيبته أمام الطلبة بعد فشله فى السيطرة عليهم، ولربما هناك أيضا بعض المدرسين الذين يعانون من ضغوط نفسيه وصعوبات اضطرتهم لتفريغ الشحنة السلبية على الطلاب بالضرب، لذا وجب أن يتصف المعلم بالحلم والهدوء وضبط الانفعال . على النظير يوجد عدد كبير من المدرسين لا يؤيدون الضرب ويحظون بحب كبير واحترام من الطلاب، لأنهم يتمتعون بشخصية قوية فرضت نفسها واحترامها.. نحن فى أشد الحاجة إلى دورات توعويه وتثقيفية إجبارية لترسيخ فكرة الحوار بين الطالب والمعلم، وتفعيل دور الأخصائى الاجتماعى المنعدم فى معظم المدارس. المدرسة هى البيت الثانى للطفل، يقضى بها أطول وقته، ودورها ترسيخ عوامل نجاح وتعزيز شخصيات قوية بلا عقد نفسية، الضرب ليس عامل نجاحا، ليس من الإنسانية أبدا أن نتعامل مع الطالب بطريقة ضرب الحمار الذى لا يفهم الكلام كى يواصل المسير وينصاع إلى ما تقوله، مع ضرورة التأكيد على حفظ كرامة وهيبة المعلم والتى لا نسمح لأى طالب المساس بها.