القارئ عادل هيبة يكتب: الرحيل المؤلم

(1) غريبان تلاقيا عبر نافذة صغيرة فتوقف الزمان عن الدوران وافترش الورد جورياً في كل مكان فغنى التاريخ أجمل الكلمات والأغان فمن سحر الشرق أتت فاكهة الدنيا يسبقها عطرها فيبتهج الصمت وتبتسم العينان وينشد الشاعر لها أعذب الألحان (2) صديقان تفاهما بسطر وكلمة فأثمر اللقاء حلماً شرقيًا فنام القمر واستكان وعزفت الموسيقى فأصبحا عاشقان (3) حبيبان روحا واحدة تسكن جسدان وليل يسافر بهما بعيدا فيختفي الجميع وما زالا يحلقان تحت المطر كأن السماء من حسنها تعلن أن أميرة الجمال تزور المكان تمشي فتصبح الأرض من خلفها أجمل من أجمل بستان تبتسم فتغرد الريح وتتمايل الأغصان تتنهد فتمتلئ السماء بسبعة ألوان تلك الشرقية تحمل حكمة القدماء من نقوش فرعونية وكتب سقراطية ومبادئ اسلامية إنها فاكهته جاءته من كتب العشق المنسية من زمن الحب ترتدي تنورة عصرية فخفق القلب وأنشد لمولاته قصائد شعر أبدية لتبقى أنشودة العمر على مر العصور والأزمان فيحترق البعد ويتلاشى خلف ستار النسيان لكنهما ما زلا يذكران بعدما باتا بعيدان قلب توقف نبضه فلم يستطع الطيران قالت : إن الدروب متعرجة والخطر وصل حتى الشريان فقد رحلت جميلة القوام فماتت كل الأحلام وغدا لن تراني لن تراني .. فقد كان ما كان والمطر الدائم سيغيب بعيدا عن الرؤيا فلا تبصره العينان ولا تنتظر عودة ؟! فالرحيل أبدي كما كان اللقاء دونما حسبان ثم رحلت !!