أحيانا يمر الإنسان بلحظات تخرجه إلى مشاعر يعبر فيها عن مدى معاناته سواء كانت لحظات حزينة أو لحظات سعيدة.
دائما نشعر بأنه يوجد بداخلنا كتل من المشاعر والأحاسيس ، أحيانا حزن وأحيانا أخرى فرح، ولكن عندما تكون بالأخص فى لحظة حزن تشعر وقتها بأنك تعبر بصدق عن مشاعرك الكائنة داخلك كأنك تشبه صنبورا من المياه يتدفق بقوة لإخراج ما به.
لكن نحن نتساءل..؟ هل الحزن هو سمة هذه الحياة؟.. نحن كثيرا ما نحزن ونتألم فلما أيضا نعبر عن الفرح بصدق مثله.... أتكون لحظات البكاء والتعبير عنه يعد صفة كائنة للحزن.فقط...فماذا يعنى هذا؟... إذا كنا عادة ما يصادف فرحنا البكاء أيضا؟
هذا يوضح ملمح هام.. هو أن بكاء الفرح يأتى لحظتها بدون سبق إنذار أما بكاء الحزن فهو ناتج عن مخزون ملىء بالوجع والألم عن سنوات ولحظات عشناها فكل قطرة دمع تنزل على خديك تحكى اللحظات التى ممرت بها وقسوتها، وإن كنا عادة ما نبتسم أو بمعنى أدق نحاول الابتسامة كأنها ابتسامة فى عيون دامعة فالتعبير عنه أعمق بكثير.
وإن كانت الحياة بمفهومها مزيجا من الأحزان والابتسامات، فإن الحزن هو الوحيد الذى يتكرر بأشكاله وعباراته فلا نقدر على تحمل هذا الشعور الموجع كأنه يسيل مجرى الدم فى عروقنا لمجرد ذكرى مؤلمة مررنا بها يوما ما فى حياتنا وكسرت بداخلنا أقوى الضحكات.
أليس الحزن صدأ يغشى النفس ولا نستطيع أن نمنعه بأى طريقة أو نوقفه لحظة. حيث يحلق حول رؤوسنا ويسكن فيها تلك هى حقيقة شعورنا بهذه اللحظات المؤلمة.