عندما تشعر امرأة بأن نهايتها قاربت وأنها أصبحت ضحية الظروف التى صنعها القدر خصوصا بعد أن كانت يوماً ما ( الست هانم ) كل شئ تحت أمرها وكانت الملكة المتوجة المحاطة بكوكبة من أصحاب المصالح الذين يطمعون فى أى مصلحة، فيقدمون لها الولاء وينفخون فى جمالها وأخلاقها ويطيبون فى خواطرها على أمل أى مقابل إلا أن يكونوا من المقربين.
كانت تبهرهم بثرائها وسلطانها وكانت تشترى الولاء وتجند العيون باستخدام أساليب وأدوات قذرة وإن أراد أحد أن ينقضها أو مر هاجس بها ، كشرت له عن أنيابها بل وتنهش فى الأعراض و تستخدم أساليب أمنية فى تسجيل أحاديث تستخدمها لكسر العيون كانت مثال للإبهار.
ولأن الأيام دول .. جاءت اللحظة التى كانت تخشاها ومتأكدة أنها سوف تأتى يوماً ما لكنها كانت سريعة جدا .. بدأ عرشها فى الانهيار وفجأة وجدت نفسها وحيدة .. كانت الحقيقة الغائبة مؤقتاً .. فاختفى كل من كان حولها ممن كان ينافقها ويجاريها بعدما أصبحت لا شئ ..
اكتشفت أنها كانت تعيش فى حلم جميل واستيقظت على كابوس الوحدة والكراهية .. لأول مرة تشعر بالخطر وأن البساط انسحب من تحت أقدامها .. فلم تجد وسيلة أمامها إلا إعلان الحرب وصورت لها نفسها الأمارة بالسوء أن هذا هو الحل الوحيد لمحاولة استعادة عرش مجدها ، فبدأت تخطط وتهيأت بإخراج أحقادها وضغائنها وكل أمراض نفسها وسعت لاستخدام أساليب قذرة للانتقام والثأر والوقيعة والخيانة والغيبة و النميمة و قذف المحصنات و إثارة الفتن ممن تراهم أو تعتقد أنهم سبب نهايتها.
لجأت لأذان بعض أصحاب القلوب الرقيقة فى محاولات لإظهار براءتها .. حاولت التمثيل بأنها هى الضحية والمجنى عليها و أنها المظلومة و أن الكل ضدها... و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .. وكما قال سبحانه وتعالى (لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) فبعد ذلك اكتشفت أنها تهوى وحدها وأنها تسير فى طريق النهاية رويدا رويدا .. مثلها مثل العاصفة الهوجاء التى تبدأ قوية مدمرة ثم تهدأ .. ثم تتلاشى حتى تصبح لا شئ .. كانت تظن أنها ربحت كل شئ ولكنها مع الأسف خسرت كل شئ وضاعت ما بين سطور الشر وصفحات الاحترام وأصبحت قصة انتهت فى سراديب الظلام.