القارئة خلود محمد عاشور تكتب: الزواج‎

وإنّه لسنة الحياة، وإكمالٌ لما فُطرنا عليه، وتتّمة لسجية بشرية، واستقامة وإعدّال للنفس والجسد، فحاجة المرء للسكينة، وسُكنة، والمشاركة للفرح والمرح، والحزن والسقوط في دروب الحياة، حاجة ضرورية لاستقامة الحياة، ومن ثم كانت الحاجة للزواج حين البلوغ، وليس البلوغ يعني البلوغ سنٍ فقط، ولكن البلوغ لتلك الحاجات، حتى تعرب عن نفسها وتتأجج في النفس، فتدفع حاملها لما تريد. بيولوجيًا، ونفسيًا، وجسديًا؛ للزواج فائد ونفع. في الوقت الراهن قد كَثْرّت الأقاويل، بل الفعل بشأن العزوف عن الزواج. دعك من أمر الزواج هذا، ودعنا في سوق الحياة ننغمس، ما من يوم يمر على الإنسان، طفل كان أو يافع أو شاب أو حتى كهل، حتى النمل في الجحور الظلماء إلا من الهم قد حُمَلّ كتفه بعضًا، غني كان أو فقير، طموح أو مُثَبِّط، فهذا حال للدنيا عامة، فسواء كنت متزوج أو غير متزوج فمن المسئولية ستحمل، ومن الهم سيكن نصيب. قد يبدو الكلام سطحيّ، ولكن من الدراسات كانت أحد أسباب العزوف هو كبر المسئولية، أو تحمل من الهم بعض....، ولنزيد إفحامًا لتلك الحجة؛ ففي إحدى الدراسات تم إثبات أن " الحصول على علاقة زواج يوجد بها المودة والرحمة، والمشاركة تَقيّ أفرادها من أثار الكهلة، والشيخوخة المبكرة. إذا نقطة الفصل هنا هي الشخص المشارك، الطرف الآخر، وليس الحب، أو الشكل أو الأمر المادي أو السطحيات. ففي الدراسات تم إثبات أن أكبر نسبة الطلاق كانت في الزواج عن الحب!!!!!! حيث فيه يتم اختيار معيار معين، وترك باقي المعايير! وما نسميه نحن الاختيار السطحي. وفي دراسة تم إثبات أن أحد أسباب العزوف هو ارتفاع نسبة الطلاق في علاقات- في الظاهر- متفاهمة، ففي مجتمعنا الشبابي تم ترسيخ أن الزواج المتفاهم هو زواج عن حب، - وأنا لا أعمم سوء الفكرة عمومًا، أو أُسىء للزواج المُطلق عليه زواج عن حب، ولكن تلك دراسات ونسب، ولكل قاعدة شواذ بالطبع- فحينما نرى بكثرة فشل تجربة لطرفي متفاهمين بعدد لا بأس منه، فرد الفعل الطبيعي العزوف، وهذا مُتَوقع! وسبب ثالث هو التفنن في إظهار السلبيات، وإخفاء الإيجابيات، فتُعمم سلبية الزواج، وتُخفى إيجابياته!!!!!!! وسبب آخر وهو سوء الاختيار، وحقيقة لم أجد أي طريق للبحث عن حله، وفلا أجد سوى جملة رسول الله صلى الله عليه وسلم " استفتي قلبك ولو افتاك الناس"، فلا تتقدم في الزواج إلا وأنت بكل جوارحك راضٍ، فقلبك، وخاطرك، وحدسك، أشياء لم تُخلق عبثًا.... فاستعملهم. ونهاية، الزواج ليس فرضًا، فإن لم تفعله لن تأثم، ما دمت غير مهيئ له، فلا يهم سنك، قدر أهمية حاجتك أو رفضها له، فاحرص على شريك ترضى جوارحك جميعها عنه، وحاجة لجسدك تتطلبه، فهو سكنٌ وسُكَنّة، ومسكن، ومودة ورحمة. دمتم سالمين.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;