تواعدنا
أن نلتقى هناك
ونختفي عن العيون
خلف زحام الصور
هناك
في المقهى
الخالي من مقاعد البشر
الكل يقف لينتظر
ذهبت .. ووقفت
انتظرت .. وانتظرت
أفتش في وجوه المارة
ويهفو قلبي إلى ريحانة
تأتي من الزمن الجميل
تلك التي ليس لعطرها بديل
لها ابتسامة تشفي العليل
فاكهة الدنيا
ذات الحسن الجميل
هناك
كانت عيون ترقبنى
تتبع خطواتى
إنها تلك السيدة ذات الطلة المبهرة
التي قالت يومًا
اقبض على هذا الكنز الغالي
ولا تفلته ..
احفظه بين الجفون
وأغلق عليه العيون
ومازالت عيونها تنظر
تتأمل هذا الفتى
الحائر بين الصور
تلك العرافة المقدسة
التي ملكت حكمة الزمان
لم تستطع أن تخبرني؛
بأن الحلم لن يأتي
وأن القمر لن تدركه ليلتك
اذهب وارتحل
ولا تنتظر
أيها الغريق في بحر العشق
إن الزورق بعيد، والقمر الليلة عنيد
فالتمس النجاة
فقدماك أتعبهما المسير
ويداك لا تستطيعان التعبير
وقالت عيونها :
اذهب وارتحل
ولا تنتظر .. لا تنتظر
فخفقان قلبك
قد أسمع من في المقهى
من بشر ...
حتى الصور
فاذهب .. وارتحل
ولا تنتظر قدوم المطر
وانزع ملبسك الجديد
وتذكر؛
أن القمر ود لو ينير
إلا أن السحب
قد حجبته عن النظر
ثم قالت :
ربما في المقهي
يولد حلم جديد
فاذهب وارتحل
وعُد؛
عندما يأتي المطر..
وتاهات خلف الصور
ومازلت أنتظر ..
فكيف يكون السفر؟
دون وجود القمر
وكيف يأتي المطر؟
ليجد الفتى بالمقهى
قد أنهكه السفر