أَسِفْتُ عَلَى المُطَفِّفِ لا يُبالِيِ ... بِبَخْسِ المُسْتَحَقِّ لِمَنْ يُشارِكْ
إذا ما اكْتالَ طَفَّفَ مُسْتَزِيِداً ... وإنْ كالَ أَمالَ الوَزْنَ فاتِكْ
وتُغْرِيِهِ المَطامِعُ آسِراتٍ ... وما تَتَحَسَّبُ الأَطْماعُ شائِكْ
فَلا يُشْبِعْهُ ما كَسَبَتْ يَداهُ ... وسُلْطانُ الغُوايَةِ جَدُّ مالِكْ
يَوَدُّ حِيازةَ الدُّنْيا بِمَكْرٍ ... وما يُثْنِيِهِ إنْ ضَلَّ المَسالِكْ
...
يُحَدِّثُ بالفَضِيِلَةِ لَغْوَ خَتْلٍ ... ولا يَأْلُو يُصانِعُ سَمْتَ ناسِكْ
ويُعْوِزُهُ اليَقِيِنُ بِوَعْدِ رَبٍّ ... مَعَ الإقْلالِ فِيِ بِرٍّ يُبارِكْ
فَيَسْعَى لِلتَّرَبُّحِ مِنْ هَباءٍ ... تُسَخِّرُهُ الدَّراهِمُ والسَّبائكْ
يُرَجِّي بالْوَقِيٍعَةِ سِتْرَ إثْمٍ ... ويَفْتَعِلُ التَّخاصُمَ والتَّعارُكْ
ورَبُّ العَرْشِ مُطَّلِعٌ عَلِيِمٌ ... سِجِلُّ الكَسْبِ بالأَعْناقِ ماسِك
...
يَبِيِعُ مَبادِئاَ هانَتْ لَدَيْهِ ... وإنْ جاءتْهُ تَلْمِيِحاً يُماحِكْ
وَيَجْحَدُ فَضْلَ إحْسانٍ إلَيْهِ ... بِمَوفُورٍ مِنَ السَّقطاتِ حالِكْ
فَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِ حِيِنَ يَطْغَىَ ... وَيَنْسَىَ أَنَّهُ لا رَيْبَ هالِكْ
وأَنَّ البَعْثَ لِلدَيَّانِ آتٍ ... وبِالقِسْطاسِ لَنْ تَخْفَىَ مَدارِك
فلا تَرْكَنْ إلى التَّطْفِيِفِ وافْزَعْ ... إلىَ عَدْلٍ يُنَجِّيِكَ المَهالِكْ