أهم شىء يحزننى الآن هو أن شجرة الصراع بيننا كبرت وتفرعت ونبتت ثمارها وبدأ العدو يجنى هذه الثمار على حساب راحتنا وأمننا السياسى والاقتصادى ولاحظت تراجعا واضمحلالا فى كل شىء فى معاملاتنا وأخلاقياتنا واصبح الصراع بدلا من أن يكون بيننا وبين عدونا أصبح بيننا فقط.
أكمل بتوضيح حتى تنجلى الصورة وتتضح عبر تاريخنا المعاصر والحديث كان الصراع بيننا وبين الدول الطامعة فى ثروتنا وخاصة إسرائيل. هذه هى شجرة الصراع الأساسى والدائم والتى تمتد جذورها منذ القدم وعلى التوازى كان العدو يزرع شجرة صراع أخرى داخل مجتمعنا حتى تحول الصراع بيننا وبينهم ليصبح الصراع بيننا فقط ويتفرجون هم علينا فى أريحية وسعادة ونحن نتصارع ونتعارك ونقتل بعضنا البعض دون أن يهدروا أى قطرة عرق منهم وهذه النظرية تم التخطيط والترتيب لها جيدا من قبل أجهزة الأمن والمخابرات لأعدائنا.
وتعالوا لا نغرس رؤوسنا فى الرمال ونواجه الحقيقة ونسأل أنفسنا سؤالا هل العدو نجح فى زرع شجرة الصراع بيننا ؟ انا من خلال رؤيتى لما يحدث اقول نعم نجح. نجح فى غرس الشجرة واصبحت لها فروع وازرع من الغزو غزو ثقافى واخلاقى ومعنوى واقتصادى وبالتالى سياسى.
أنا ساقوم بتحليل فرع واحد فقط لأنه من وجهة نظرى الأهم لأنه يشمل بقية الفروع واعتقد انه الاصل فى الصراع وهو الغزو الثقافى والذى اصبح قضية وجود وهوية لانهم فشلوا فى الانتصار علينا عسكريا" ففكروا فى غزو آخر بعيدا" عن الحل العسكرى وهوتصدير ثقافتهم التى من الخارج مبهره ولكن من داخلها تافهه فارغه لاتحمل الا كل ماهو سيئ وردىء ومحاولت استبدال ثقافتنا العريقه ذو الاصل والتاريخ والتى تمتد لحضارة 7000 سنه بثقافتهم هذه واعتقد انهم نجحوا فى هذا الامر لما نراه فى المتغيرات التى طرات علينا واصبحت واضحة وجلية فى كل تصرفاتنا وسلوكيتنا وأفعالنا ومعاملتنا والأهم والأبرز فى الموضوع انه بالفعل نجحوا فى ان ننشغل بخلافتنا المتعدده والمختلفه ونتصارع ونتقاتل ونضعف ويتم التخلص مننا بمنتهى السهوله ويجنى عدونا ثمار شجرة الصراع بيننا. فيجب علينا ان نفيق وننتبه ونستيقظ من نومنا ونحول شجرة الصراع هذه إلى شجرة تحمل هويتنا وثقافتنا وأخلاقيتنا نحن لأنها هى الدرع الواقى لنا من أى غزو خارجى أو داخلى علينا.. تحيا مصر آمنة مستقرة.