استمرت مؤامرات كثيرة خلال الثلاثة عقود الماضية مُحاكةً لهذا الشعب العظيم، وكانت تنصب خيوطها فى المقام الأول حول زرع فتنة طائفية بين قطبى الأمة مُسلمو هذا الوطن ومسحيوه، وخلال الثلاثين عاما الماضية كنا نرى النفخ فى الكير جَليَا، وكان لدينا إعلام ينساق خلف النافخين ويُؤكد فعلاً إن هناك مشكلة.
خلال الخمس سنوات الماضية أثبت الشعب المصرى للعالم بأثره أنه لا فرق فى المواطنة بين قطبى الأمة وإن هذا النسيج لا يُمكن الفصل بين نَسج خيوطه مُتناسقة الالتحام.
أؤكد مُجدداً إن الحاقدين على هذا الوطن والمُتأمرين سيلعبون مُجدداً على وحدة الصف الوطنى بين فئات الشعب بمُختلف أطيافه وليس المسلمين والمسحيين فقط، ولاحظت فى الفترة الماضية مُحاولة بث حالة من الاحباط فى الشارع المصرى مُتمثلة فى انجراف مصر نحو مُنحدرٍ سيُلقى بها إلى مُنزلق بالغ الخطورة وهناك دلائل تؤكد ذالك مثل إرتفاع سعر الدولار وإرتفاع أسعار المواد التموينية والتردى الاقتصاد وغيرها.
بالطبع هناك مأزق اقتصادى تمر به مصر لكن هذا ليس نهاية المطاف، وأؤكد إن مصر ستخرج من هذا الوضع الاقتصادى الصعب لاقتصاد قوى يُنافس فيه الجنيه أقوى عُملات العالم، وهذا كله يبدأ بخطوة أولى وهى "الوحدة الوطنية" بين كل طوائف وفئات الشعب المصرى، فتمسكوا بوحدتكم الوطنية القائمة يا أيها المصريون، ولا يجرفنكم خبر كاذب أو قرائن ردئية هدفها تحطيم كل غالٍ ونفيس لديكم.
الوحدة الوطنية هى أول الطريق الذى سنُنافس فيه العالم بأثره تقدماً ورفعةً، ولا مجال أمامكم سوى التقدم واستعادة حضاراتكم السالفة، مهما لعب المُتربصون على وتر "وحدتكم" وثبات فئاتكم، أنتم المُستقبل والمُستقبل سيستقبلكم ليَحِى كما حَىّ الماضى بين جدران حضاراتكم، فقليل من الصبر مع عظيم من العمل سيُصبح العالم يُدرس فصول تاريخكم الحديث لأجياله ولا عجب فلا تاريخ بدونكم.