فى كل يوم بل للأسف فى كُل لحظة نترقب خلافاً كبيراً وتزداد حدته كل يوم بين الطامعين فى الاستقرار وهذا حقهم وبين من يخافوا ويرتعدوا من عدم وجود الرأى الآخر أو الرؤى المختلفة أو تطوير فى الأداء أو التطوير فى التفكير ومن هنا تبدأ معركة هى من المفترض أنها اختلافات عادية بين تفكيرين وبين آراء مُختلفة فقط ولكننا للآسف حولناها إلى معركة وهنا تكمن الخطورة فالمعركة دائماً فيها المنتصر والمهزوم ولكن الاختلاف دائماً لصالح المُجتمع والنتيجه لصالح الشعب.
وهنا يراودنى السؤال الهام بالنسبة لى ماذا لو تلاشت المعارضة من الدولة وهل سيُصبح الرأى الواحد هو المُسيطر على المشهد وحتى لو سيطر هل هذا هو أمل الشعب المصرى وطموحه وهل سيكون الشكل مُختلف وتعالوا نُشاهد الوضع من بعيد برامج التوك شو تستضيف 4 ضيوف، جميعهم يمتدحون القرارات المُختلفة، وسؤال المذيع ما رأيكم فى القرار الحكيم للحكومة؟ والروعة فى تنفيذ القرار؟ والعظمة فى توقيت اتخاذ القرار؟ وحكمة ورؤية صاحب القرار؟ ولكم أن تتخيلوا الإجابات واعكسوا الموضوع ونستضيف 4 مُعارضين.
أما الصحف فستنضم الصحف القومية إلى الصحف الخاصة إلى صحف المعارضة فى تناغم هائل ولن يكون هناك تغيير ورؤية سوى فى برامج الطبيخ، وهكذا تكون مصر دولة خالية من المعارضة. هنا أتحدث عن المُعارضه البناءة وليس المُعارضة الهدامة ولا مُعارضة قوى الشر التى لا تتمنى صلاحاً للدولة، ولكنى أتحدث عن أصحاب الرؤى وعن المصريين الحقيقيين والوطنيين والذين لا يقلوا وطنية عن المؤيدون حتى لو كان تأييدهم فقط من منطلق عشقهم الخالى من أى طموح لبلدهم، وسأعطى مثالاً بسيطاً لهذا الكلام العام، فماذا لو ناقشنا موضوعا مثل التأمين الصحى من وجهة نظر المؤيدون فقط هنا سيكون كل سطر وكل حرف مكتوب فى هذه المنظومة هو أروع ما تمت كتابته، وهذه هى إمكانيات الدولة ومش حنقطع البلد علشان شوية مرضى والحمد لله على كده وواحدة واحدة.
وهذا الكلام العادى وفى نفس الموضوع نجد المعارضة تمحو هذا الموضوع بكامله وتقلل منه وتنسفه نسفا وكأن كل حرف مكتوب فيه هو خيانة، وأن المطلوب علاج كل مريض فى مستشفيات أوروبا وأمريكا وهكذا نقع نحن المشاهدين بين طرفى السندال والمطرقة، وهكذا كما يقول المثل الشعبى (لا طولنا بلح الشام ولا عنب اليمن) ولا فى تأمين صحى من أساسه والخاسر بين الاثنين هو المواطن.
وهكذا تحول المؤيد والمعارض إلى وباء يضر مصر بالكامل وينتشر ليحصد أرواح المصريين وعقولهم وتبدأ حالة من التخبط فى وجدان الشعب هذا المؤيد كلامه جميل ورائع، وكما يقول المثل الشعبى (على قد لحافك مد رجليك) ويستمع للمعارض فينفعل ويُطالب بحقه فى العلاج مثل الوزراء التى تُسافر لعمل عملية ليزيك فى أمريكا ويكون هنا المثال الشعبى حاضراً (أنا وأخويا على ابن عمى وانا وإبن عمى على الغريب)، ولذلك عندما تتحقق من المداخلات فى البرامج أو الحديث مع البعض تجد نتائج غير إيجابية.
فقد أصبحنا بين مطرقة عشقنا لوطننا ورئيسنا واستقرار دولتنا وبين سندان حقنا ومطالبنا المشروعة من عيش وحرية وعدالة وكرامة وهنا لابد من ظهور الدور الإيجابى والحاسم من مجلس النواب فهو صاحب القرار فى وصول الحق لمستحقيه، ولابد أن نتغير قليلا فليس الحق دائما هو زجاجة الزيت وكيس السكر، ولكن الحق والعدل هما أساس الحُكم لا نطالب بعلاج المصرى فى أمريكا ولكن نطالب بعلاجه فقط فى منظومة وليس باتصال ببرنامج ليتعطف عليه المذيع والشاكى يبكى ويئن ويتوسل ليتدخل متصل تانى وهو المسئول وبمنتهى الهدوء يُطالب المذيع (ابعتهولى بكره) وتبدأ سلسلة الشكر لاهتمامه دون مراعاة أن الآلاف لم يصل صوتهم لسيادة المُذيع. أما عن ارتفاع الأسعار فحدث ولا حرج وأنا أوافق على زيادتها ولكن مع زيادة الجودة أو ارتفاعها ولن أتحدث فى أكثر من ذلك ولكن التأييد شىء طبيعى لو تيقن أن المُعارضه أيضاً شىء طبيعى وعلى المُعارضة أن تتيقن أن المؤيد ليس خائناً ولكنه نوع من الناس يعشق الهدوء حتى لو على حساب نفسه.
مصر تحتاج جميع القوى دون تخوين وأنا أتحدث فقط عن كل من لم تتلوث يديه بالدماء.. الحديث هنا عن المؤيد وليس عن المطبلاتى والمنافق والحديث أيضاً عن المُعارض وليس عن الخائن.. ومصر ستحيا وستنجح وستمضى للمستقبل بكم معاً أو بدونكم معاً.