فى يوم من الأيام فوجئنا بعرض فيلم كوميدى على شاشات الفضائيات الإخبارية يسمى "محاولة انقلاب فاشلة فى تركيا" مشاهده عبارة عن لقطات لمواطنين يتعدون بالضرب على ضباط وجنود من الجيش التركى، والشرطة تجرهم جرا فى الشوارع، وفى الجزء الثانى يقوم بطل الفيلم "أردوغان" بحملة اعتقالات واسعة ضد عدد كبير من العسكريين وضباط الشرطة والقضاة والإعلاميين والصحفيين، وبغض النظر عن التساؤل الذى ثار آنذاك، عن كون ذلك الانقلاب حقيقيا أم هو مجرد "فيلم" مفتعل من ذلك المجنون لممارسة هواياته القمعية، فيمكن القول إنه أيا كان السيناريو، فالمحصلة واحدة، فما هو إلا ديكتاتور.
وإذا التفتنا إلى محاولاته للبلطجة فى منطقة شرق المتوسط للحصول على نصيبه "المزعوم" من الاكتشافات الجديدة لحقول الغاز وكذلك تدخلاته السافرة فى كل من سوريا وليبيا لتحقيق طموحاته الاستعمارية المجنونة وتطلعاته نحو إعادة فرض الخلافة العثمانية البائدة، فأنا شخصيا ألتمس له كل العذر، فكما هو واضح من الشق الأول من لقبه ما هو إلا قرد من حقه التقافز هنا وهناك بين أشجار الغابة.
أما بخصوص تطاوله المستمر على الدولة المصرية وقيادتها، بينما يحكم دولة يقوم جزء كبير من اقتصادها على أنشطة الدعارة وتجارة المخدرات وكل ما هو غير مشروع، واستضافته لبعض المنابر الإعلامية المعدة خصيصا لذات الغرض، يديرها بعض الخونة والمطاريد على نفقة تابعه الذليل، ذلك المراهق القطرى حاكم تلك الدويلة، فيمكننا القول، عادى ........ حذاء تركى رخيص الثمن.
ومؤخرا وأثناء قيامنا بالتقليب بين الفضائيات شاهدنا بعض حلقات المسلسل التركى الهابط "كورونا باشاميل" حيث يقوم بطل المسلسل بالسطو على شحنات مساعدات طبية من بعض الدول لأخرى مرورا بالأراضى التركية، ولم لا، فما هو إلا لص سليل لحضارة قائمة على السلب والنهب والسرقة - على فرض أنها حضارة - لأن أسلاف ذلك المجرم كانوا عبارة عن حفنة من قطاع الطرق واللصوص واتخذوا الدين الإسلامى - كالعادة - ستارا لإجرامهم، وسبيلا لهيمنتهم على العالم العربى والإسلامى.
فالآثار التى تعج بها متاحفهم، ما هى إلا بعض الآثار الخاصة بالتاريخ العربى والإسلامى، والطابع المعمارى والحضارى لتركيا مسروق كذلك، حيث قامت باستقدام أمهر البنائين والصناع وعمال النجارة والزخرفة والفنون المعمارية - إبان فترة الاحتلال العثمانى - من مصر وبعض الدول العربية الأخرى .
ثم يقوم ذلك اللص أيضا بإرسال مساعدات طبية "من متحصلات السطو" إلى دولة إسرائيل، ولا عجب فى ذلك، فهو عميل يحكم دولة عميلة من قديم الأزل، ويدعى المروءة والشرف.
وحين قام النظام التركى "القوى" بالكشف عن سواعده والتكشير عن أنيابه وفرض حظرا للتجول - كمعظم دول العالم - لمواجهة خطر وباء الكورونا الذى تفشى فى البلاد، فوجئنا بمشاهد هرج ومرج فى الشوارع، ومظاهر فوضى وإطلاق أعيرة نارية بين المواطنين أمام المتاجر والمخابز مما جعل وزير الداخلية يتقدم باستقالته على إثر هذه الأحداث، ثم اكتشفنا فى نهاية هذه الحلقة أن السلطنة العثمانية العظيمة ما هى إلا صينية كنافة بالمهلبية رديئة الصنع.
وأخيرا وأبدا ... تحيا مصر.