العمر زمن الثانية وحدته، وطبقاً لنظام الوحدة فلا توجد ثانية أكثر طولاً من أخرى، بينما في العلوم الإنسانية فإن كل ثانية تختلف عن غيرها متأثرة بعوامل عدة.
وحياة كل منا مهما بلغت من سنون، فإن هناك عدة سويعات يتلخص فيها العمر، ثوان ولحظات لا تنسى، نفخر بها ونسعد؛ فنكتبها ونسردها.
ولي دقائق مع "فاروق الباز" -وهو من هو -وقد شرفت بحوار قصير معه تحت قبة جامعة القاهرة.
ولما علمت بالمؤتمر تجهز له، فقرأت عنه، وسمعت منه؛ تحضيراً يليق به وبعلمه، وكتبت ثمة نقاط أثير لها فضولي.
بدأ المؤتمر تحت عنوان "تجربتي"وما أعظمها تجربة، وقد سرد حياته، مواقفه مع الشعراوي، شبابه، سفره إلى ناسا، وضائقته المادية ثم انطلاقة في ناسا وعلوم الفضاء. الاستماع له مجرد من الرتابة والملل؛ فهو يتمتع بقدر رفيع من فن التخاطب، وكم هائل من البساطة والتواضع، ووجه مبتسم ونفس مرحة.
مر الوقت سريعاً مهرولاً، وقبل نهاية المؤتمر وقد حان الوقت لأحاوره، نسيت ما كتبت، وما بحثت وجهزت، فابتسم قائلا: اسمعك ...فسألت من طرف لساني، وقد تحدث طويلا عن ممر التنمية فأردفت: لماذا لم يخرج ممر التنمية من مشروع "على الورق "إلى واقع ملموس بالرغم من تقديمه لكل الأنظمة السياسية.
فرد :في أسئلة تاني؟
فأجبت: نعم، كيف ترى المناهج العلمية في مصر؟ وفى مشهد آخر، ما المفسر لغياب د.فاروق عن الوكالة المصرية الفضائية؟
وبدأ حديثه وقد صمت هنيهة قائلا: انتي هتودينا ...وهتكوني صحفية شاطرة اوي، ثم أجاب بشكل بليغ وإجابة مقنعة لا بالطويلة المملة ولا بالمختصرة المخلة، دون خروج عن الإطار، وقد استغرق عدة دقائق محدودة معدودة في ذاك، فتمنيت حينها أن يمنحني القدر دقائق أخرى لمزيد من الحوارات مع من هم على شاكلته.