الإنسان كائن مكلف، كلفه مولاه بعمارة الأرض، وطاعة المولى بتنفيذ تكليفه لا يتأتى إلا بالعمل ولا يتحقق سوى بالكد وبذل العرق، كما أن الإنسان لا يحقق ذاته ولا يرقى بمجتمعه ولا يضع بلده فى محافل الرقى ومواطن الرفعة إلا بالعمل الجاد بحبٍ وعزيمةٍ وإصرار، ومن هنا يحصل العامل على مبتغاه ويحقق أسباب الرفاهية لنفسه ولمن يعول ولوطنه الذى هو عنه مسئول، وليضع كلٌ منا فى اعتباره أن العمل والجهاد جزءٌ لا يتجزأ، فمن يخرج ليعمل ويكسب فيعف نفسه وينفق على أهله كمن يجاهد فى سبيل الله، وهذه دعوة صادقة للعمل الجاد أقدمها لكل مصرى محب لمصر راغب فى رفعتها آمل فى رقيها بأن يضرب فى الأرض ويبتغى من فضل الله ليحقق ما يتمناه من رفاهةٍ لنفسه وأهله وبلده :-
قُمْ للعملِ إنْ شئتَ الارتقاءْ واسعى فى الزراعة والصناعة والبناءْ
ياابن مصرَ واتقن الصنعةَ فالأممُ لا ترقى إلا بسواعد الأكفاءْ
مصرُ أمٌ نادت أبناءها فهلمُّ إليها واملأوا الأرجاءْ
كداً وجهداً يتواصلان فتبلغ بهما وبكم العلياءْ
لاتبخلوا بصحةٍ أو عنفوان وثابروا أيَّما كان العناءْ
لا يُدرَك المجدُ أبداً بهوان بل بقوةٍ وعزيمةٍ واعتناءْ
والحريةُ نتاجُ إنتاجٍ يكفينا السؤالَ والرجاءْ
ورغدُ العيش بأيدينا نبلغه لا باستيراد قوتٍ أو غذاءْ
فدعوا المطالبَ وانتجوا رفعةُ الأجر لا تمطرها السماءْ
والعائدُ لا يأتينا إلحاحا بل على قدر عملٍ وشقاءْ
فاعملوا أبناءَ مصرَ لا يُعيه كدحٌ مَنْ رغب الرخاءْ
أيها العمالُ أنتم الأملُ وبإيديكم يُرفَع اللواءْ
وهى إلى اللهِ أَحبُ مِن أيادٍ تُرفَعُ بالدعاءْ
فاسعَوا - لولا سعيُكم ما نلنا وما نلتم السخاءْ
ومبلغُ الأملِ عملٌ لمصرَ نوفيه-والعملُ نعْمَ الوفاءْ.