انتشر فيروس الكورونا محتلاً الأرض بأكملها، وحبس الجميع كأسرى له داخل المنازل تحت مسمى "الحجر الصحى الإجبارى".
وأثناء الظروف الآنية التي حكمت بتوقف الحياة مع مرور عقارب الساعة، أصيب الجميع بالملل نتيجة تعطل أغلب الأعمال، حتى أن هناك البعض -وهم كثيرون- توقفت جميع أعمالهم من دراسة وتدريب وعمل وترفيه وغيره؛ فأصيب الناس بملل وفتور لوفرة الوقت مع عدم رفاهية التصرف به.
ولكني بعد عدة أيام من الملل قررت تغيير الكتب التي أقرأها بل وقررت قراءة ما يناسب تلك الظروف الراهنة فأتيت بكتاب "وداعاً أيها الملل "لأنيس منصور وكأن في الكتاب فلسفة للتخلص منه وظننته الكتاب المثالي لهذا الظرف ولكني من وقع الملل لم أقرأ منه صفحة واحدة، فجئت بكتاب "فن اللامبالاة "لمارك مانسون ومن كثرة اللامبالاة لم أعبأ بفتحه أيضا ...
فتذكرت قصة "الملل" للأديب الإيطالي "البرتو مورافيا" حيث استقبلها الناس بشكل من الفتور وذكروا أنها مملة للغاية ورأى في ذلك نجاحاً كبيراً حيث نقلت لهم فلسفة الملل حد الشعور به، هم لم يكرهوا القصة وإنما كرهو إحساس الملل المصاحب لها. فقابل الناس الملل بالملل !
قيل إن الملل هو انعدام الرغبة نهائيا تجاه كل شيء ولكني أعتقد أن الملل هو أن ترغب بكل شيء مع انعدام طاقة الإقبال عليه وهو بذلك ليس كسلاً فالمملول يمتلك الوقت والرغبة ولكنه يفقد الطاقة ألا وهي آلية التنفيذ، بينما الكسول يمتلك الوقت والرغبة ولكنه يفتقد توليد طاقة للتنفيذ.
المملول قد يبدأ بالعمل ولكنه لن يستطع إكماله، بينما الكسول لن يبدأ ...
وظننت أنني سأعتاد الأمر أي سأعتاد الملل وبذلك أفقد الشعور به، وما حدث أنني مللت الملل ذاته ومللت الاعتياد... وهنا خطرت ببالي حكمة "حب ما تكره عله يرحل كما رحل ما أحببت " فسألت نفسي لم لا أحب الملل بدلا من اعتياده!! ماذا لو قلنا مرحبا بالملل!! ثم هداني تفكيري إلى طريقة تخلصك من الروتين نهائيا ولكني مللت كتابة المقال فلن أكتبها، ابحث أنت عنها ...