عذرا أبي، فلست أعرف من أكون.. برحيلك رحلت كل أشيائى الجميلة وعرفت مرارة الانكسار، وكيف أعود من كل المعارك تملؤنى الهزيمة، وكيف هى الغربة تحتوينى، وتنشطر روحى إلى نصفين ..فأتلاشى فى زمنٍ لا يمنحنى أماناً إلا بوجودك.. وفيض من الحب لا يتأتى إلا بك.
يؤلمنى أن تسبقنى إلى عالم آخر لا أقتسم معك تفاصيله، يؤلمنى أن أتحدث عنك بلفظة "كان"، تؤلمنى رؤية رابطات عنقك وملابسك التى تصطف بترتيب يديك، وبقايا زجاجات عطرك تقبع فى هدوء معلنةً حزنها على رحيلك فى صمت مؤلم !
أفتقدك أبى ..
أفتقد تفاصيلنا اليوميه وبعض الحكايا ..
أفتقد أحياناً نصيحه ..
أو مجرد سرد ذكرى ..
أو حتى طيف ابتسامه من حديث الذكريات ...
وأتلمس بعض وجودك..
فى صورةٍ تضحك لى عيناك فيها على الجدار ...
وأخرى لنا معاً فى رحلة "الحج" ترقد فى الإطار ..
فى ساعة يدك التى لا تفارقنى فأشعر ببعض منك يحتوينى ...
فى قصاصة ورق اصّفر لونها من زمن نقشت فيها بروعة خطك مطلع قصيدة لجدى وأكملتها أنا وشدوناها سوياً ...
أفتقدك أبى فى كل يوم..
وفى كل شىء ..
وفى كل معنى ...
وأغرق وحدى فى "تيه" لا أعرف لخروجى منه سبيلا
أفتقدك أبى ...
ولا أملك لك إلا دعاءً لله لا ينقطع بجنةٍ عرضُها السموات والأرض ..
ولقلبى بصبرٍ جميلٍ حتى نلتقى ...
فى ذكرى ميلادك ..أيامك فى رحمة الله أجمل .