على مدار الخمس سنوات الماضية كانت مصر تعيش فى خِضام من المؤامرات المُتواصلة مُتصلةً تلك المؤامرات بحالة من عدم الاستقرار والأمن فى الشارع المصرى، ومع غِياب مفهوم "ثقافة الاختلاف" وجدنا فجأة التيارات السياسية تَدرب درب السياسى الأمريكى فى طريقته « من ليس معى فهو ضدى ».
وجدنا حالة من الانقصام غير المُبرر فى الشارع السياسى المصرى، ولون الدم الأحمر تفاجئنا بوجوده على شاشات الفضائيات عاكساً حالة من التفرقة بين طوائف هذا الشعب، كنا نرى قتلى فى المظاهرات يومياً وكلٌ يُغنى على ليلاه والمُظاهرة التى كانت تخرج بجرحى فقط كانت تُعتبر مظاهرة لم تُحقق أهدافها بعد، فهدف التظاهرات وقتها لم يكن تحقيق مطالب أو طلب استقرار ولكن هدف التظاهرات وقتها هو الخروج بأكبر عدد من القتلى والجرحى من كل الفئات وبمُختلف التوجهات.
والحمد لله الوضع الآن أصبح هادئاً ومصر يسودها الاستقرار يوماً عن يوم، وحالة جيدة من الهدوء السياسى تسود وتُخيم على المشهد الحالى وهذا جيد جداً، ومصر حقيقةً كانت تشتاق فى السنوات الماضية لمثل هذه الحالة فمصر مرت بنفق شديد الظُلمة غير واضح الاتجاهات.
ولكن السؤال المهم الآن ماذا بعد هذه الحالة من الهدوء السياسى؟
الوضع السياسى المُستقر الآن سيزداد استقراراً، والوضع القادم هو "شعب ورئيس" وأعتقد أن التيارات السياسية بمُختلف توجهاتها عزلها الشعب عن المشهد، وأصبح الشعب يتكلم بلسان حاله ولا يحتاج لمندوب الآن ليصل بصوته، وحالة الوعى التى تزداد يوماً تلو الآخر تأخذ مصر إلى ربوة هادئة ينعم فيها هذا الشعب بالعيش الهنىء، فالقادم خير إن شاء الله.
لكن هذا لا ينفى أن المؤامرات مُستمرة ،وإن القلق من حدوث المفاجآت قائم فأعداء وطننا لا يتوقفوا عن نصب الأفخاخ، ولكن الإرادة نحو التقدم والرفعة لهى الاقوى لدينا، وإن شاء الله نحن قادمون بكل ثِقل وضاربين موازين القوى التى تسلك مسالك الشُرور، ومن بعد الهدوء هدوء وهدوء وربما نُقابل لحظات عابرة بها بعض الصعوبات لكن تمضى المسيرة وينعم الجَمع ويرتقى الوطن لمكانه الطبيعى بين قوى العالم.