القارئة خلود محمد عاشور تكتب: أخطاء بلا وعى

نكمل ما بدأناه، ولكن ليس إكمالا بالكلية، ولكنه أشبه بأخذ وشق طريق من طريق خطونا، ولكنه لا يقل أهمية، بل ويزيد عما سبق، هو إن أدركنا خطواته وصححنا مفاهيمنا؛ أعددنا شعبا طيب الأعراف؛ اليوم نخصص القول والمقال عن تربية الأنثى، والمنصف أنه الا يسعها مقال أو كتاب أو مجلدات حتى، فالأنثى إن صَلُحت صَلُحت الأمة أجمع. يبدأ الأمر باستقبال الفرج والرزق الوفير يوم الميلاد، وثم بشارة الحبيب المصطفى بالخيرية لأهل الأنثى ومن بُشر بها " خيركم من بُشر بأنثى" ولكن يوجد في المجتمع الشرقي بالأخص والمجتمعات عموما تفضيل الذكر عن الأنثى بشكل مباشر أو بالتعريض حتى، وتبرير الإباحة بأمر للذكر دون الأنثى بحجة كونه ذكرا لا أنثى فقط ولا عللا سوى هذا، هي باختصار العنصرية ضد الإناث من الأهل والمجتمع والذكور- هنا لا أعمم- ولكنه يوجد بنسبة لا يُستهان بها في المجتمع الشرقي. من الأخطاء غير الواعية: حصر قيمة الفتاة فيما أتيت من الجمال المادي؛ إن كانت جميلة استبشر الجميع لها بمستقبل باهر، وردد الجمع هذا بل ويحفونها بمزيد من الرعاية والاهتمام وطيب الكلام وربما على مرأى ومسمع من أخواتها وهي دون غيرها، هم يختصرون مستقبل الفتاة وحاضرها وغفران ماضيها -إن كان لها -بمستواها الجمالي، وعلى حسب ما لديها على حسب ما يعاملونها ويغفرون السهوات والأخطاء؛ وعلى هذا ترى الحسناء قيمتها تُختصر في جسد فهي ما رأت الاهتمام سوى لهذا، ولطالما يبحث الأنسان عن الاهتمام منذ الطفولة ممن حوله، فتسعى هي لزيادة الاهتمام بها ومن ثم شكلها وجسدها فقط-إلا من رحم ربي- ومن الممكن اتخاذ أكثر من سبيل – إذ لم يُحل هذا- تعذيب من حولها بما أاختصرت قيمتها فيه، والاغترار بالذات بشكل مؤذي لها ولغيرها، وأما متوسطة الجمال تسعى للزيادة فقد رُسخ في الذهن اختصار المستقبل وكل ما فيه بمستوى الجمال، وهكذا دائرة مفرغة ندور فيها بلا وعي وإن بدا الأمر بسيطا ولكن ذا عواقب وخيمة منها عدم الرضى والاهتمام بما يُقال وما يٌنسج حولها من الأقاويل، ولا أبالغ حين القول والانحراف! والحل هنا التقدير لها على أية حال وإدراك قيمتها، ومدح هيئتها أي كانت باعتدال. ومن الأخطاء أيضا؛ اختصار قيمة الأنثى في الزواج وترسيخ هذا في الذهن منذ نعومة الأظافر؛ لا تفعلي هذا لتتزوجي وافعلي هذا لتتزوجي، وستتزوجين وتفعلين هكذا، ولا أخفيكم سرا؛ أن للزواج قيمة عظيمة ونفع جذري، ولكن خص اختصار حياة الأنثى دون الذكر يجعلها إما لا ترى الحياة قبل الزواج حياة بالكلية أصلا، وإما تكره الزواج بالكلية وتتمرد عليه بلا اعتدال، وهذا وذاك داهيتان، قد يبدو الأمر بسيطا ولكنه يرُسخ في الذهن ما لا تُحمد عواقبه، ولكن الحل هو تدريج الطموحات والأحلام والمستقبل حسب العمر، وللعلم؛ أن فطرة الزواج والأمومة أو أبوة يُولد الطفل بها، فلا داعي للتدخل وزيادة توجيه النظر إليها، يُنصح بحذف مصطلح الزواج وغيره من التعامل مع الطفل، والأنثى بالذات وترك الفطرة تأخذ منها مجرى واتجاه بالطبيعي. ومن الأخطاء أيضا: ترسيخ لدى الأنثى حين البلوغ أن هذا أمر يُستحى منه ولا يجب أن يعلمه أحد، وأن استخدام الرخص التي أتاحها الله وسط البيت ذاته أو وسط الناس عيب وربما عار، بل وتستحي وتخجل بعض الأمهات من إفهام ابنتها أحكام الدين وما يجب عليها فعله وما يجب تجنبه في هذا، وهم يخلطون هنا بين الجهل والحياء وشتان بينهما، والواجب هنا أن نجتهد في ترسيخ مدى اللطف والمنة من الله والفضل بهذا الأمر وأنها به تفضلت وتميزت به عن الرجال، وليست قلت عنهم قوة أو تحملا. ومن الأخطاء أيضا؛ هو الخطأ الشنيع؛ أنتِ أنثى وهو ذكر، وله ما بدا له، وأنتِ ملزم بقانون العادات والتقاليد بهذا وحكر عليك ذاك، ومع أن الدين شرع للرجل ما للمرأة، وهذا يصل بالمرأة لنبذ المعهود والرغبة في المساواة ومكابدة ما يثقل به بدنها فقط لإثبات عكس ما يُردد حولها، أو الاستكانة الضعف التام والمذل لمن حولها ولنا لقاء في مقال آخر إن شاء رب البلاد والعباد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;