من الذي يستطيع أن يهدد أمن مصر القومي من الداخل أو الخارج في وجود خير أجناد الأرض، فمحمد علي عندما أراد أن يؤمن مصر من الشام فتصدى له أربعة جيوش عثمانية لكن الجيش المصري كان وسيظل دوماً على عقيدته الراسخة منذ آلاف السنين عندما يتعلق الأمر بأمن مصر فهو لا يعرف الرحمة، فأباد الأربعة جيوش كاملة وأسر قوادها حتى كاد يبيد الدولة العثمانية بشكل كامل لولا تآمر روسيا وفرنسا وبريطانيا على محمد علي.
كانت أول تلك المعارك في عكا ذلك الثغر القوي والحصن المنيع الذي صعب على قوات نابليون بونابرت دخوله، لكن ما من شيء يصعب على خير أجناد الأرض لقد فتحها الجيش المصري بعد حصار ستة أشهر، أيضا أثناء هذا الحصار فتحت مجموعات من الجيش المصري عدة مدن شامية منها القدس وطرابلس وبيروت.
وتقدم الجيش المصري لفتح دمشق وهنا نتوقف لحظة مع فرحة أهل دمشق وترحيبهم به لأنه ولأول مرة أهالي مدينة دمشق يرون جنوداً ليسوا بسارقين ولا ناهبين ولا معتدين، لأن دمشق اعتادت على نهب ثرواتها من جنود الدولة العثمانية.
وتأتي معركة بيلان التي فرض الجيش المصري سيطرته على حليب وحمص، كانت معركة غير متكافئة لصالح الجيش العثماني حيث تحصن في أعالي الجبال لكن كعادة وحوش الأرض (كما يقال على المصريين في العقيدة اليهودية) والجيش المصري الذي يهوى الصعاب في سبيل أمن مصر حيث لقن العدو درساً قاسياً في فنون المعارك، ونجح في هزيمة الجيش العثماني وتوجه الجيش الجيش المصري بعد ذلك إلى جنوب تركيا وبالتحديد مدينة قونية.
كان الجيش العثماني منتظر الجيش المصري في قونية بثلاثين ألف جندي على رأسهم قائد الجيش العثماني رشيد باشا، لكن هذا العدد لم يقف عائقا أمام خيرة جند الدنيا فسحق الجيش العثماني بالكامل على يد الجيش المصري وأسر منهم عشرة آلاف جندي ورشيد باشا قائد الجيش العثماني أيضاً.
وبعد معاهدة استمرت لست سنوات بين محمد علي والسلطان العثماني برعاية فرنسية ضرب السلطان العثماني هذه المعاهدة عرض الحائط، وأمر جيشه بالتحرك لكي يعيد الأراضي التي فقدها على يد الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا، فعلم محمد علي بذلك الأمر وأمر ابنه وقائد جيشه إبراهيم باشا بأن يقاتلهم حتى ينهي أمر الدولة العثمانية نهائياً.
وبالفعل تواجه الجيشان في معركة نسيب وتعد تلك المعركة هي بداية النهاية للدولة العثمانية، وتعد هذه المعركة أيضاً واحدة من أقصر المعارك في التاريخ رغم قوة الجيشين حيث تكون الجيش العثماني من خمسة وستين ألف جندي بينما تكون الجيش المصري من خمسين ألف جندي وتمت إبادة الجيش العثماني بالكامل حيث بلغ عدد قتلاه خمسين ألف جندي وأكثر من عشرة آلاف جندي أسير، وغنيمت كل أسلحته كل ذلك في أقل من ساعتين فقط بفضل خطة وبراعة إبراهيم باشا العسكرية، وكاد يبيد الدولة العثمانية بشكل شامل لولا تجدت روسيا وأوروبا لها.
رغم كل ذلك إلى أن الأتراك لم يتعلموا درس إبراهيم باشا والجيش المصري حتى يومنا هذا بدءاً من تديعمها لجماعة الإخوان الإرهابية مروراً بالتدخل في سوريا والعراق إلى إثارة القلاقل في البحر المتوسط وأخيرا التدخل في شئون ليبيا بهدف اطماعهم التوسعية من جديد، ولكن لا يعرفون قوة الجيش المصري فهو قادر على حماية المنطقة العربية بمفرده وعقيدته واحدة الله ثم الوطن وإما النصر أو الشهادة، حفظ الله مصر وخير أجناد الأرض.