إذا نظرنا إلى هذه الكلمة نجد أنها تعبر عن أشياء كثيرة. حيث تنطوى تحت مظلتها الكثير والكثير. ولو قلنا أنها تمثل مواطنا مصريا أصيلا يستميت فى الدفاع عن وطنه، يفدى بروحه ليس فقط حبا فيها ولكن يرى من وجهة نظره أن لها حقا عليه وأن من واجبه تجاهها أن يضحى بعمره فداها..
ليس كل من يدافع عن بلدة يسمى شهيد فقط بل أيضا كل إنسان يدافع عن شىء سواء أهله وعرقه ودينه ويضحى من أجله فهو أيضا شهيد.
فحينما يترقى الإنسان إلى مرحلة عليا وترتفع سماته الإيمانية عند الله تبارك وتعالى ويدرك حقيقة الدنيا حيث تمثل عنده أشباه عجوز شمطاء، كما أنها أضحوكة لكل من عرف ماهيتها وظاهرها.. فيعلوا شأنه ويدرك أن النفس حينما تتطهر وتعلو بصفاتها الأخلاقية إلى أبعد مدى يجعله أداة للجهاد فى سبيل الحق والدفاع عن الدين والوطن وما إلى ذلك.
هى تلك الابتسامة المشرقة التى تعبر عن الفرحة العارمة التى ترى مكانها فى السماء العلى والاستقبال الحافل لهذا الكائن البشرى المميز لينال تلك المنزلة الربانية الكبيرة، وصدق الله تبارك وتعالى حينما قال فى كتابه العزيز "ولا تحسبن الذى قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وصدق رسول إذ يقول "ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا، وإن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل فى الدنيا لما يرى من فضل الشهادة"، حيث يعتبره الله تبارك وتعالى من خير الناس وتفوح منه رائحة المسك وتطوف فى ظل عرشه سبحانه ويمنحه الشفاعة لسبعين من أهله.
نتخيل معا لو لم يكن فى حياتنا شهيد أو بمعنى أدق مدافع قوى يحمينا ويدفع عنا الاذى ضد محارب عدو يتربص بنا ليريد الكيد أو القتل!!!
أعتقد أن هذا لا يمكن تحمله أو تخيله يوما ما أو العيش فى تلك الحياة فنصبح لعبة أو أداة محركة فى أيد أعدائنا.
وهذا يوضح لنا: أمرا أننا فى نعمة ربانية عظيمة أن منحنا رجالا أقوياء يتمثل هؤلاء فى جيشنا به خيرة الجنود.
ألسنا نأمل الشهادة يوما ما..... فى الختام نقول كما قيل عمر بن الخطاب (اللهم أرزقنى شهادة فى سبيلك ووفاة ببلد رسولك".