شعار الهلال شعار قديم استُخدم منذ آلاف السنين، لكنه لم يكن معروفاً في العهد النبوي ولا عهد خلفائه الراشدين، بل ولا في عهد بني أمية أو بنى العباس. وهو في الأصل له علاقة بالأديان الوثنية القديمة التي كانت تقوم على تقديس الأجرام السماوية مثل الشمس والقمر والنجوم، ويرجع استخدام شعار الهلال والنجمة كرمز للإسلام إلى الأتراك الأوغوز ودولتهم التي تعرف بالامبراطورية العثمانية وإلي الديانة التنغيرية التركية وهي ديانة وثنية تُعبد فيها السماء ورموزها.
فهذا الشعار له معنى وتاريخ وأصل وثني استعماري تركي أي أن الشعار في الأعلام التركية وباقي التركمان وفي الدول التي استعمرها العثمانيون لا ترمز للإسلام ولكن ترمز للتركمان ديانتهم الوثنية التنغرية، كما يُقال أن أول من استخدم الهلال كرمز لهم هم البيزنطيون في إشارة إلى إمبراطوريتهم، وهو رمز إله القمر الموجود في الأساطير الرومانية القديمة، فيما تقول روايات أُخرى أن سبب استخدامهم لهذا الرمز هو انتصار البيزنطيين على إحدى القبائل في بداية أحد الشهور القمرية وهذا الوقت هو الذي يكون فيه القمر على شكل هلال. وبعد الحروب الإسلامية التي خاضها المسلمون مع البيزنطيين انتقل إليهم هذا الشعار وأصبح رمزاً للدولة العثمانية.
في الهلال والنجمة عبارة عن علامات مقدسة عند الأتراك القدامى الذين عبدوا السماء وهو ما يعرف بالديانة التنكرية. كما أن شعار الهلال والنجمة القومية هو الشعار القومي التركي، كما تستخدمه بعض التنظيمات الارهابية المتطرفة مثل الذئاب الرمادية وهي منظمة تركية يمينية متطرفة، تعتبر الذراع المسلح غير الرسمي لحزب الحركة القومية، والتي تعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد.
أما في التاريخ الإسلامي فلم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الخلفاء الراشدون قد استخدموا هذه الرموز، بل كانت راياتهم ذات لون واحد ولا تحتوي على كتابة أو رموز، ولكن الحُكم العثماني والذي استمر لعدد من القرون استطاع أن يُؤثر على العالم الإسلامي، فاتخذ الهلال رمزاً للإسلام، ويرى الكثير من علماء الدين أنه شعار مرفوض ولا يجب العمل به نظراً لشبهة أصوله التي تدُل على عبادة الوثن وأنه يجب عدم الوقوع في مثل هذه الضلالة، لكن ومع هذا فلا زال رمز الهلال يوضع على مآذن المساجد، لأن علماء آخرون قد أجازوا استخدام هذا الرمز، فالهلال كان ولا زال مرجعاً لمعرفة الوقت لدى المُسلمين.
ولعل أقوى دليل على أن شعار الهلال والنجمة شعار قومي تركي وليس ديني إسلامي، هو أن مصطفى كمال أتاتورك الذي سعى لمحو أي علاقة لتركيا بالإسلام بدءا من استخدام الحروف اللاتينية بدلاً من العربية إلى استخدام القبعة الأوروبية بدل الطربوش لم يقترب من شعار الهلال والنجمة، لأنه يعتبره رمزا قوميا للأتراك وليس رمزا دينيا على الإطلاق.