هل توجد طرق تمكننا من الحفاظ على صحة عقولنا مثلما نحافظ على صحة أجسادنا والسعى الدائم للحصول على مظهر لائق وأنيق؟
ببساطة علينا أن ندرك شيئان: كيف تعمل عقولنا تجاه الأحداث؟ ومع من نحن نفكر؟
لكل إنسان منا عقل ظاهرى وعقل باطنى، والعقل الباطن هو مركز انفعالات الإنسان وهو المركز الذى تُخَزَن به الذكريات، فهو بمثابة أرشيف لكل ما يتخلص منه العقل الظاهر ويُخفيه.
وبقانون الانعكاس، فإن العالم الخارجى عندما يرجع إليك سوف يؤثر على عالمك الداخلى، بمعنى أنه إذا وجه إليك أحد كلمة طيبة فسوف تؤثر على نفسك وتكون ردة فعلك بنفس الأسلوب الطيب، والعكس، وكذلك عالمَك الداخلى هو الذى يؤثر على عالمك الخارجى، بمعنى أنك ما تُشحن به عقلك من أفكار إيجابية فسوف يردها إليك عالمَك الخارجى والعكس صحيح أيضا إذا فكرت بطريقة سلبية.
ومع ظاهرة -ليست حديثة على المجتمع- ولكنها تزداد بكل أشكالها وصورها وهى ظاهرة "التنمر" التى يعانى منها الأطفال والكبار أيضا، فعلى الإنسان دائما أن ينتبه إلى صحته العقلية، ويبدأ فى التركيز فى ما يقوم بتخزينه فى عقله الباطن، لأنه سوف يكون له فيما بعد وسيلة إنقاذ آمنة من أى ظواهر سلبية تحيط به.
كلنا نتذكر الفيلم الرائع الشهير "خلى بالك من عقلك" بطوله الفنان عادل إمام وشريهان، وكيف جسد لنا هذا الفيلم ظاهرة التنمر مع الفتاة التى كانت تتمتع بعقلها وحياتها مثل أى فتاة، ولكنها تواجه من بعض المحيطين بها سلوكا يدفعها للجنون والخوف من المجتمع مما يجعل بعقلها الباطن فكرة مخيفة عن جميع من تقابلهم، والأمان الذى تفتقده بسبب تنمر الناس عليها لأنها تبدو بشكل "المجنونة" ونظراتهم إليها المتكررة والشائعات التى كانوا يرددونها عليها بلا ضمير.
وطبقا لتعريف اليونيسيف للمتنمر: فهو شخص يتعمد الايذاء لمن هو أقل منه أو أضعف منه، ببساطة كان من الممكن أن تسترد سلوى الأمان الذى افتقدته إذا كانت وجدت من المجتمع الرحمة ولغة أخلاقية للحوار معها دون تنمر أو عنف.
وهنا يأتى دور وائل والذى جسد لنا نموذجا معبرًا عن الداعم الحقيقى، فهو فى الظروف الصعبة فى حياة سلوى، تجده يفهمها ويعاملها بطيبة وإنسانية ويستمع إليها، بل ويقوم بحل مشاكلها بإخلاص، تجده الشخص المميز الذى يستطيع ان يكشف لك حقائق جديدة عن العالم الإنسانى، والذى وجدت سلوى معه صحتها العقلية وتبدأ تسترد الامان وثقتها بنفسها من جديد.
لا تصنع من عقلك الباطن مخزنًا لهؤلاء الذين يشوهون الواقع من حولك، ويمدونك بصورة ذاتية عن نفسك غير صحيحة، واختر بعناية من هم يجددون ثقتك بنفسك ويفتحوا إليك نوافذ جديدة بأفكارهم الصادقة البناءة.
وأخيرا "خلى بالك من عقلك".