عندما يكون عملك هو هوايتك! من الحقوق الى الفنون ومشوار طويل بدأ بمقولة (اعمل ما تحب لكي تحب ما تعمل)، استطاع تحقيق حلم عاش يراوده لسنوات طوال وتمكن من تحقيقه بعد الأربعين، فدراسة الفنون كان حلمه منذ نعومة أظافره وأن يصبح فنانا تشكيليا.
بدأ حلمه في مراحل طفولته المختلفة في سن صغير حيث شجعه والده وأخوه الأكبر عندما اكتشفوا ولعه بالرسم ومهارات الأشغال اليدوية. حيث كانت متعته الوحيدة أن يقوم بتقليد والده برسم الحيوانات أو البورتريه بإتقان. وكان مما أثقل من تنمية مهاراته الفنية فى سن مبكرة التحاقه بالكشافة ولمدة 10 سنوات حيث كانت شارة رسام التي كان يحصل عليها بتفرد مصدر فخر وسعادة له.
حصل على الكثير من الجوائز الاولى في المرحلة الابتدائية والثانوية في مجالي الرسم والموسيقى، وظل الحلم يراوده فلم يتوانى ابدا عن الاشتراك في مراسم تابعة للشباب والرياضة حيث احترف الرسم على الاسفلت ورسم الكاريكاتير مما شجعه على انشاء مجلة للكاريكاتير حصلت على المركز الاول كمجلة علمية في منطقة طنطا بلد منشئه.
فكانت كل تلك الجوائز الصغيرة تترك اثرا كبيرا في نفسه فكانت بمثابة النور الذي يدله على الطريق الذي يجب عليه ان يسلكه وهو دراسة الفن في كلية الفنون الجميلة، حيث قابل ذلك الحلم صخرة عتيه حيث مجموع الثانوية العامة الذي طالما حطم امالا كثيرة حيث لم يوفق في الالتحاق بالفنون الجميلة والتحق بكلية الحقوق مثل اشقائه والتي كانت ابعد ما يكون عن احلامه. ولكن حبه للفن يأبى ان يموت فألتحق بمرسم كلية الحقوق وحقق مراكز متقدمة في مسابقات الجمهورية وكان حريص على التواصل الدائم مع أصدقائه في كلية الفنون الى ان تخرج من كلية الحقوق بنجاح عام 2000 حيث انه لم يتعود على الفشل يوما.
كره الفشل فكرهه وابتعد عنه. فعلم عن طريق المصادفة عن امكانية التحاقه بكلية فنون جميلة بالمؤهل العالي وليست بالثانوية العامة فلم يتردد في الالتحاق بالكلية فكانت اول خطوة في طريق حلمه، فالتحق بالفنون عام 2005 وتحدى كل صعاب مشقة الطريق من طنطا الى الاسكندرية يوميا كل ذلك المجهود الجسدي والمادي أيضا، حيث كان في عمله ايضا ولم يتركه فكان مجهودا مضاعفا من قلة عدد ساعات النوم والسفر والعمل والمذاكرة والحضور الى الكلية حيث كان من الملتزمين جدا، وحيث إن لكل مجتهد نصيب وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، جاءت نتيجة عامه الاول حيث حصل على المركز الثالث على مستوى الدفعة حيث ايقن حينها ان هذا هو الطريق وانه على شفا خطوات من تحقيق حلمه. فاختار قسم التصوير رغم تمكنه من دخول اي قسم من أقسام الكلية نظرا لتفوقه، إلا أنه اختار قسم التصوير حيث انه كان شغوفا بتعلم كل ما هو جديد دائما.
ومن هنا بدأ شغفه بالتصوير الفوتوغرافي حيث أحبه واتقنه وحقق فيه نجاحا كبيرا على المستوى المحلى والدولي من حيث الجوائز والمعارض، وظل يثابر حتى حصل في عامه الاخير بالكلية على المركز الخامس على الكلية والمركز الثاني على قسم التصوير وعين في الكلية كأوائل خريجين .
ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد فبدأ على الفور في الدراسات العليا والماجستير وكانت رسالته بعنوان الرؤية التشكيلية في الفوتوغرافيا وأثرها على التصوير . حيث ان التصوير غير منفصل عن الفن وحيث انه لاحظ ندرة المراجع والكتب باللغة العربية عن التصوير فأراد اثراء وخدمة المصور العربي واكمل رسالة الدكتوراه لتأثره بالدكتور مصطفى عبد المعطي، وكانت بعنوان البناء في العمل الفني من خلال تجربة الدكتور الفنان مصطفى عبد المعطي.
وانتقل خلال تلك الفترة للإقامة في الإسكندرية، حيث أنشأ بجانب دراساته العليا اول واكبر نادي للتصوير الفوتوغرافي على مستوى مصر وحصل على وكالة الاتحاد العالمي للتصوير كواحد من 81 دولة تابعة لليونيسكو.
فهو بمثابة مصدر للإلهام ومثال يحتذى به وايقونة لتحدي الصعاب من اجل الوصول للحلم وللهدف، إنه الدكتور علاء الباشا ... الذي عندما يذكر اسمه تنير في عقولنا وقلوبنا تلك الطاقة الإيجابية إنه ذلك الملهم متحدي الصعاب الذي يردد دايما حلمك هو حياتك..