فى تقاطع الطريق الدائرى مع شارع التسعين بالتجمع الخامس افتتح كوبرى للسيارات منذ سنة تقريبا. هذا الكوبرى تم إنشاؤه فوق نفق موجود بالفعل. بالإضافة إلى نفق آخر بعد خمسمائة متر يخدم أيضا السيارات القادمة من على الدائرى إلى التجمع.
الآن يتم إنشاء نفق ثالث فى أول شارع التسعين ويبعد عن النفقين القائمين بالفعل خمسمائة متر ومثلهما عن الكوبرى الموجود بالفعل.
نتكلم عن ثلاثة أنفاق كبيرة وكوبرى للسيارات فى دائرة قطرها كيلو متر واحد. هذا رائع وجميل لتنمية منطقة جديدة مثل التجمع الخامس.
ولكن أليس بمصر مناطق أخرى فى الصعيد أو قرى وجه بحرى تفتقد الخدمات الرئيسية التى ممكن أن تقدمها الأموال التى تنفق على أعمال لسيولة الطرق التى لا تعانى أصلا من الازدحام.
وإذا كان الإصرار على إنفاق هذه الأموال فى هذا المكان بالذات. كأن يكون هناك عملا سفليا فى الأرض لا يضيع مفعوله إلا بالكبارى والأنفاق. أليس الأجدر أن يتم عمل كوبرى مشاة للعاملين بالمول الشهير فى تقاطع الدائرى مع التسعين. والذى راح من موظفيه الكثير ضحية لعبور الدائرى وهم قادمون أو عائدون من عملهم. شباب فى مقتبل العمر يموتون وهم يعبرون الطريق الدائرى لا لشىء ولكن لأن "أكل عيشهم" يحتم عليهم ذلك.
المول الشهير يُنشئ الآن نافورة على الدائرى لا أظنها اقل فى التكلفة من كوبرى مشاة لموظفيه. والدولة تنشئ نفقا ثالثا ليتاخم الكوبرى الموجود بالفعل. والناس تموت فى عبور الدائرى على بعد خطوات كل يوم ولا أحد يفكر فى عمل كوبرى مشاة لهم.
إدارة المول وضعت سيارات تعبر بالموظفين الطريق!. طبعا هذا حل مؤقت ومغلوط. لأنه أولا مضيعة لوقت الموظف الذى يعمل تقريبا نصف اليوم ليخرج بعدها ينتظر فى الميكروباص حتى يكتمل العدد ثم يلف به جزءا من الدائرى حتى يعود لنفس النقطة.
ما المعطل لعمل كوبرى المشاة فى هذا المكان؟ . هل تخاف إدارة المول ليكون بوابة لرواد الدائرى من الناس العادية لدخول المول؟ . إذا كان الأمر كذلك والمول مخصص للقادرين من سكان القاهرة الجديدة وغيرها. فليكن العاملون أيضا منهم. وإذا أرادت الإدارة منع العامة من دخول المول فليعطوا للعاملين فيه سيارات. أو ليصرفوا لهم أجرا يمكنهم من شراء سيارات.
أو يعلقوا لافتة كبيرة على باب المول ومثلها على الكبارى والأنفاق التى تتسلى الدولة ببنائها هناك.
"ممنوع دخول المواطن العادى الذى يركب الميكروباص من الدائرى إلا أن يكون عاملا بالمول. وعليه أن يعبر الطريق الدائرى ليحضر للعمل لعل سيارة تصدمه وتخلصنا منه".
مع تحيات إدارة المول والهيئة القومية للأنفاق والكبارى للأغنياء فقط