ما حدث جعلنى أشعر برغبة غامضةٍ ملحةٍ لم أستطع أن أغالبها، كأن ضميرى يقودنى ويسوقنى إلى الكتابة فى هذا الموضوع.
أيها القارئ الكريم أنت هدفى أينما كنت وفى أى مكان كنت وفى أى موقع كنت، فإننى أحمل كل السبل وأوثقها فى مرمى ضميرك، وليتنى بهذه الكلمات أجعلها باقية فى عقبه للذين تواطؤا وتآمروا على الوطن لعلهم يرجعون.
لقد كثرت البلبلة والاضطرابات والانحرافات والعنف والفرعنة المرفوضة داخل الوطن وكل هذا لماذا..؟ إن طغيان الشخص المخرب داخل الوطن يؤدى إلى نتائج فى إطار المنهج السياسى والاجتماعى بهدم البنيان والحرائق والتخريب هنا وهناك وتحطيم الفكر البناء، فهدم المجتمع وانهياره على يد هؤلاء المخربين هو تبديد وتعويق لمرحلة البناء والإصلاح. فإن الصراع داخل جدران الوطن يهدم، وهو صراع متقلب الأحداث وسوء منقبلها حيال وطن فعّال فى عالمنا، فالمشكلة.. مشكلة أفكار وأفعال. فكيف علينا أن ننظم خطانا فى ثبات الأديم، وندفع بطاقاتنا فى اتجاه البناء ؟ ونحشد وسائلنا بما يخدم كل الوطن وعدم تخريبه.
ألاّ يعلم كل مخرب أن الوطن هو إنسان وتراب وزمان، فأسلوب الإنسان تجاه وطنه هو مبدأ الأخلاق والذوق العام والمنطق العملى فى أداء التقنية التى تخدم الوطن، فإرادة الفرد داخل المجتمع تنبع دائماً من الإطار العام للمجتمع الذى هو جزء منه، فكلما كان المجتمع متماسكاً وللأفكار الصالحة فيه دور وظيفى انتظمت إرادة الفرد وتنافست الجهود فى مسيرة الإصلاح والإنتاج والتنمية.
مسيرة متناغمة لكى تربط الطاقة الحيوية فى خدمة المجتمع والوطن الذى له عليك حق الذى حماك ورباك وعلمك، أتكون هذه النتيجة هى التخريب والهدم؟
كيف يمزق أبناء الوطن الواحد بعضهم بعضاً وتتوتر بينهم العلائق والصلات والترابط وتصبح هذه العلاقات كلها أثراً بعد عين؟ إن الانتماء هو حالة وطنية يتم تغذيتها بالتربية ولابد أن تكون لدى كل إنسان تربى على حب الوطن، وأى إنسان كائن حى يشعر بارتياحه بالوطن الذى ولد وترعرع فيه، فالانتماء حالة أرحب وأوسع من المواطنة لأنه قد يكون هناك انتماء قومى آخر. ولكن لا يمكن أن تتم هذه الحالة الأرحب والأوسع بدون أن تنطلق صلة بالحالة التعاقدية مع الأرض التى ولدت ونشأت عليها، وأن تأخذ على عاتقك مسؤولية المحافظة على الأرواح والأبدان والوطن، ويلزم الإخلاص فى كل قول وفعل يتعلق بوطنك أو مجتمعك، وتتحرى الصدق والدقة قبل أن تصنع لنفسك موقفاً سلبياً وعدائياً تجاه أفراد الوطن والمجتمع الواحد. فالمواطن الصالح هو الذى يضع نصب عينيه مصلحة الوطن فوق كل المصالح والاعتبارات الشخصية، فكم من وطنيين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم من أجل أن يحيا ويعيش وطن.. ضحوا من أجل أن يستقر وطنهم وبقى ذكرهم مطموراً فى ركام التاريخ، واسمهم مغموراً فى قائمة الأسماء اللامعة. فمحبة الوطن من أغلى ما يجعله المواطن فى قلبه، فحب الأوطان من الإيمان، ودليله التفانى والإخلاص الذى يصل إلى حد التضحية والفناء فى سبيله والذود عنه بكل غالٍ ونفيس.
فنحن ضد العنف والتخريب والهدم والخيانة، فإن نوايا هؤلاء مليئة بالشر وطريقهم ملئ بالغيوم.. نقول لهم ارجعوا إلى ضميركم وحافظوا على أوطانكم لكى تكونوا نواة إصلاح فى خدمة البلد والأوطان، وحافظوا على الوحدة والأصالة والقوة الواحدة باعثة لثقتها بنفسها وصلاحية الوطن.
ولعلنى أشعر ببعض من الأمل لوطننا، بل كل الأوطان العربية التى هى فى طريقها إلى الخير لكى يعم على كل أفراد المجتمع والمجتمعات والأوطان كلها.. نقول إن الناس ليسوا بحاجة إلى ان تجذبوهم إليكم عن طريق الكلام والأفعال، فافعلوا شيئاً ليخدم الوطن والناس ويكون كتاباً مفتوحاً. إن المواطن الصالح هو الذى يحمل كل المعانى الآمنة فى التعامل مع الناس والمجتمع والوطن ويكون أميناً على جميع مصالح وممتلكات ومؤسسات الوطن.فهما حدث أو حصل من أفعال تؤذى الوطن والأوطان من أشخاص بعينهم، فإن هناك آخرون يحبون وينتمون إلى الوطن والأوطان، وستبقى بلادنا شامخة كما أردت وكما تريد.