يرقد علی سرير الشفاء منذ شهرين ونيف فى المركز الطبى العالمى النقيب مصطفى مجدى منتصر أحد أبطال وزارة الداخلية الذين وهبوا أنفسهم رخيصة لخدمة مصر وشعبها، ليتشافی من طلقات نارية تلقاها فى بطنه بكل شجاعة وثبات، وهو يؤدى واجبه المنوط به لبسط الأمن فى مدينة العريش، من إرهابيين استحلوا دماء الأبرياء.
وكادت تلك الرصاصات الغادرة أن تودى بحياته لولا العناية الإلهية، والمتابعة الطبية الجادة لحالته من قبل المسئولين فى المركز، وتلك الزيارات التى لم تنقطع والاتصالات المستمرة من قبل وزيرى الداخلية والدفاع وقياداتهما للاطمئنان علی حالته، والتى أعطته دعماً معنوياً كبيراً فى تحسن وضعه الصحى.
وكان والده الأستاذ مجدى منتصر معلماً لى فى المرحلة الإعدادية والثانوية، ما جعلنى قريباً من الحدث ومتابعاً مستمراً لحالته الصحية عن قرب.
فوالده رجل وطنى زرع فى نفوسنا حب مصر منذ طفولتنا، ولم يغب عنا طوال السنين التى تلت المرحلة، ولم يبخل علينا بما فيه خير لنا، فكان الأب والأخ والصديق والقريب، فكان مصابه فى نجله مصاب أهل سيناء جميعاً، تألمنا من ألمه، ودعونا الله أن يشفى فلذة كبده، وألا يريه فيه شرا أو مكروها.
وما لفت انتباهى فى رحلة علاجه، ذلك التكاتف الاجتماعى بين أبناء مصر من زيارات قامت بها أعلی القيادات الأمنية والعسكرية للنقيب المصاب، فقد زاره كل من وزيرى الداخلية والدفاع شخصياً فى غرفته للاطمئنان علی صحته، ولم تنقطع اتصالاتهما الشخصية لمتابعة حالته أول بأول طوال هذه الفترة، ويتواصل هاتفيا بصورة يومية مدير أمن شمال سيناء مع والده أو نجله الثانى للاطمئنان علی وضعه، وتلك الزيارة التى تمت الاثنين الماضى من أعلی قيادات جامعة الأزهر، والذين نقلوا تحيات ودعوات فضيلة الإمام الأكبر له بالشفاء العاجل، وزيارات الأهالى والمسئولين من كل المحافظات لنجلهم المصاب.
فهذه هى مصر فى تكاتفها، وهذه طبيعة شعبها بكل طوائفه فى توحده لمواجهة المخاطر، فهو شعب صفاته حميدة، ومبادئه فريدة، كبيرهم يحترم، وصغيرهم يرحم، ومريضهم يزار، وضيفهم يكرم.
فكل الاحترام والتقدير لكل مصرى بذل أغلی ما عنده ليستمر عطاء الوطن، وليبقی المجتمع فى أمن وأمان، وكل دعواتنا الصادقة للنقيب بالشفاء العاجل وعودته إلی أهله سالماً معافى... اللهم آمين آمين آمين.